من يريد إفشال عهد الرئيس جوزيف عون؟

كتبت مريم نسر في “الديار”:

مَن يسمع تصريحات قوى المعارضة في البلد، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية”، يقول إنهم حققوا انتصاراً في معركتهم الشخصية، لكن “الانتصار” الذي يدّعونه في الواقع هو في معركة لم يخوضوها بأنفسهم من الأصل، لذا فما بُنيَ على خطأ فهو خطأ، فلا رئيس الجمهورية مرشَّحهم ولا الرئيس المكلَّف أيضاً، والجميع يَعلم ذلك، لذا فإن علو سقف الكلمات والمواقف “للقوات” هو في الظاهر بوجه الثنائي الشيعي، لكن في الخفاء هو بوجه رئيس الجمهورية تحديداً، لأن تطبيق ما يطالبون به ليس له إلا معنًى واحداً وهو إفشال العهد، وهذه مصلحة الفريقيْن المسيحيين وليس “القوات” فقط، لكن كلًّا منهما على طريقته وبأسلوبه…

تقول مصادر مقربة من الثنائي إن “القوات” تحاول إسقاط تجربتها على الثنائي بعدم مشاركتها في الحكم والانتقال للمعارضة، لكنها تَعلم أن تجربتها لا يمكن أن تنطبق على الثنائي، باعتباره الممثل الوحيد للطائفة الشيعية في مجلس النواب، ولا يمكن لأحد أن يَحل مكانه أو يَحضر بغيابه، هذا المنطق يتصرّف نقيضه رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، الذي سيزور عين التينة يوم الجمعة بطلب منه وفق المصادر، مستبقاً زيارته برسائل واضحة للثنائي، حول مد اليد واستعداده للتعاون لأقصى الحدود ، بعد أن أبلغ الثنائي الجميع أن ما حصل يوم الاستشارات النيابية غير مقبول، وبالتالي لم يَحضروا الاستشارات غير الملزمة.

لقد أكد الثنائي أن المشكلة ليست بشخص الرئيس المكلّف، وإنما بطريقة وأسلوب إيصاله، إن كان من الخارج أو الداخل وفق المصادر، وتحديداً من الذين تراجعوا في آخر لحظة عن تسمية ميقاتي، مثل رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط، الذي أرجع تراجعه الى خلاف مع نجله تيمور الذي انتخب وكتلته مثلما يريد النائب مروان حمادة، موقف أدى الى “زعل” رئيس مجلس النواب نبيه بري من الوزير السابق وليد جنبلاط وفق ما تؤكد المصادر.

أما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي أصبح مستقلاً لحظة إعلانه تسمية القاضي نواف سلام، بعد أن كان حليفاً بالأمس للثنائي وليس لحزب الله فقط، فقد تناولته سِهام كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن قصد أو غير قصد، وفق المصادر، فرغم حديث باسيل المتكرِّر عن عدم إقصاء أحد، فهو أول مَن ساهم في ذلك واقعاً وفعلياً، هكذا بدا المشهد يوم الاستشارات. أما علامة الاستفهام الكبرى، فهي بطريقة التعامل الإيجابية جداً مع الرئيس جوزيف عون. لكن يبقى السؤال هل سلّم التيار سريعاً بوصول قائد الجيش الى سدّة الرئاسة؟ أم أنه بات هناك ما يجمعه مع “القوات” بوضع عراقيل أمام عون تؤدي الى خلق أزمة حُكم، لأن تطبيق ما يقولونه بالنظر في كل هذه الإيجابية للعهد الجديد، وإظهار كل هذه الحماسة لإنجاحه، ستَخلق أزمة لهم وأول امتحاناتها الانتخابات النيابية المقبلة.

حتى اللحظة لم يَحسم الثنائي الشيعي خياراته في المرحلة المقبلة في ما يتعلّق بالحكومة الجديدة، فهو لديه ثلاثة خيارات وفق ما تقوله المصادر ألا وهي:

1- المشاركة في الحكومة بشكل كامل كشركاء في التأليف.

2- المشاركة في الحكومة بشكل غير مباشر.

3- عدم المشاركة في الحكومة.

ففي الأول يعني أن ما حصل في الاستشارات النيابية ليس مساراً، وفي الثاني يعني أن الثنائي لا يريد كسر العهد وتحمّل مسؤولية فشله كما سيتم الترويج له، والثالث يعني “المواجهة” التي يُحدِّد شكلها حزب الله وحركة “أمل”، فهل يُعطي الثنائي فرصة للمعارضة للتشفي منه وتحديداً من حزب الله؟!…

لعلّها احتمالات ثلاثة واردة، لكن كل ذلك مرهون بكيفية تعاطي سلام ومنهجيته بتشكيل الحكومة… فلننتظر…

 

Exit mobile version