كتب مبارك بيضون
ما زال الجمر تحت الرماد في مخيم عين الحلوة عقب سريان وقف إطلاق النار بين المتحاربين على أرض مخيم بات مسرحًا للصراعات والتسويات في آن، وفي ظل مصالحة فلسطينية فلسطينية تنعكس على الواقع الداخلي المنقسم على نفسه، بالتوازي مع صراعات أجنحة الحكم في الكيان الإسرائيلي.
عادت الذاكرة باللبنانيين إلى معركة مخيم نهر البارد التي اشتعلت في خضم أزمة داخلية لبنانية كادت أن تطيح بالواقع المحلي، خاصة مع محاولات جر الجيش اللبناني إلى أتون الصراع داخل المخيم، لتكبير دائرة الصراع لتشمل المحيط بهدف تشتيت الأنظار عما يحصل داخل أزقة المخيم.
وقد أشار مصدر مطلع الى أن “عددًا من السفارات الخليجية في لبنان قد تلقت تهديدات من العناصر المتطرفة التي تحارب في مخيم عين الحلوة، وعلى رأسها جند الشام، مطالبة الدول الخليجية بالضغط على حركة فتح لوقف عملياتها العسكرية في المخيم والتي تقدمت فيها الى مراكز الفصيل المتطرف”
وأكد المصدر على أن ” الأمور تسير في منحى اتخاذ قرار لتطهير كل المخيمات من العناصر المتطرفة، وهذه العمليات تأتي ضمن مباركة خليجية لذلك صدرت البيانات المحذرة من هذه الدول لمواطنيها في لبنان للحذر من الإقتراب من مناطق التوتر، والبقاء على تواصل مع سفاراتها في لبنان”
ولفت المصدر إلى أن ” دولة قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على ضبط الإيقاع بين فتح والمتطرفين نظرًا للعلاقات الوثيقة التي تربطهم، وهي على تواصل مباشر معهم منذ الأزمة السورية، والتي لعبت أدورًا بالتسليح والتمويل”
وختم المصدر أن “الصراعات الخليجية الخليجية تنعكس بشكل أو بآخر على خريطة توزع النفوذ في المنطقة، فضلًا عن انعكاساتها على الداخل الفلسطيني الذي شهد بداية المصالحة بين الفصائل برعاية مصرية، وبحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي وضعت خارطة طريق لحل شامل للصراعات الداخلية الفلسطينية.
في المحصلة يبدو أن انعكاسات الصراعات الخليجية الخليجية تلقي بذيولها على الداخل اللبناني الملبد بالأزمات، والتي تأتي بشكل وبآخر نتيجة تعارض المصالح بينها ليكون لبنان بأرضه وشعبه ولاجئيه أدوات في هذه الصراعات.