الاخبار الرئيسيةمقالات

منظومةٌ ماليةٌ متجددة بغلاف رئاسيٍ مشبوه

كتبت فاطمة شكر
“مركز بيروت للاخبار” هذا اليوم

كل الصور والمشاهد والمشادات الكلامية بين القوى السياسية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية لن تقدم او تؤخر أو حتى تغير في المشهد العام ، اذا لم يوافق الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل على المرشح الذي يحمي الوطن ويعيده الى الطريق الصحيح كما يقول الطرفان.

وفي ظل هذه الأجواء الضبابية أعلن النواب المسيحيون تحديداً ،تقاطعهم لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ،بالتزامن مع استمرار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالمناورة ،لا بل واثارة الجدل مع كل القوى السياسية اللبنانية ،الا أنه أول من أعلن التقاطع مع باقي الكتل الداعمة للوزير السابق جهاد أزعور.

مما لا شك فيه أن تسمية جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية ما جاء الا لمنافسة رئيس “تيار المردة ” الوزير السابق سليمان فرنجية بعد أن اتسع الخلاف بين القوى المسيحية ليقع الخيار على اسم أزعور ، ورغم ضعف الموقف في الاختيار لأسباب عديدة تحيط بشخص سياسة أزعور السابقة ما جعل تسميته دون المستوى المطلوب.
غياب المشروع الواضح لأزعور ، الذي لم يعلن عنه حتى الساعة ، ناهيك عن أنه مرشحٌ من عمق المنظومة المالية التي كبدت لبنان خسائر مالية ، وشارك بالفساد المالي عندما كان وزيراً للمالية في حكومة الرئيس السابق فؤاد السنيورة ،والمسؤول أيضاً عن مليارات صُرفَت أو (ضاعت ) في وزارة المالية بين عامي 2006 و2008 والتي وصلت الى أكثر من الـ11 مليار دولار ، اضافة الى انه كان مستشاراً لفؤاد السنيورة عندما كان الأخير وزير دولةٍ للشؤون المالية في (أكتوبر 2000 / أكتوبر 2004)، يومها كان أزعور رأس حربةٍ في هذه الحكومة ، ويومها أيضاً تبادل” تيار المستقبل ” و” التيار الوطني الحر ” اتهامات بالسرقة والفساد ، وغيره من مواضيع كتاب الإبراء المستحيل الذي أعدّه “التيار الوطني الحر ” عام 2013.
مصدرٌ سياسي رفيع المستوى أكد أن “جبران باسيل لم يعد حاجة ملحة لحزب الله ، خصوصاً بعد خطابه الأخير ، وتابع المصدر اننا أمام خيارين لا ثالث لهما بالنسبة لرئاسة الجمهورية ، فإما أن يذهب النواب الى الانتخابات بورقة بيضاء ، ومن ضمنهم بعض النواب الذين يعتقد البعض انهم سيصوتون لجهاد أزعور ، وإما أن لا تحصل الجلسة التي دعا لها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في 14 من الشهر الجاري بسبب عدم اكتمال النصاب.

واذا ما أردنا الغوص في شكل الترشيح الذي حصل للوزير السابق جهاد أزعور نجد أننا أمام حالةٍ حديثةٍ ومستجدة في السياسة اللبنانية، وهي عبارة عن طرح اسم دون أي جدوى سياسية تُذكر فقط من أجل النكد السياسي ، الأمر الذي يوحي الى مدى عمق الهوة الفكرية لدى بعض القوى السياسية التي كنا نعتقد أنها فعلاً تلتقي حول مشروع وطني واحد كما يقول المصدر السياسي الرفيع المستوى.

في المحصلة ، اعتقد البعض بأنه بعد ترشيح أزعور سيكون هناك شيءٌ جديدٌ في ملف رئاسة الجمهورية، لكن وبحسب ما هو واضح فإن ترشيح الأخير أعاد ملف الرئاسة الى مرحلة الصفر حيث سينتهي أزعور معتذراً متنازلاً كما فعل ميشال معوض من قبله .

زر الذهاب إلى الأعلى