كتبت جريدة “الأخبار”:
يرفض الأميركيون الإقرار بأن المفاوضات التي جرت في القاهرة، خلال الأيام الماضية، انتهت من دون تحقيق أي اختراق أو تقدّم. وبينما يقرّ الإسرائيليون بذلك، صراحة، أو ضمناً إرضاءً للأميركيين، يؤكد الجانب الفلسطيني أيضاً أنه لا تقدّم في المفاوضات، وأن العدو الإسرائيلي لا يبرح يكثّف ويعقّد شروطه، وينقلب على التفاهمات السابقة. ومع انتهاء جولة التفاوض الأساسية مساء أول من أمس، قال مصدران أمنيان مصريان، لوكالة «رويترز»، ليل الأحد – الإثنين، إن المفاوضين لم يتوصّلوا إلى أيّ اتفاق، وإن اقتراحات التسوية التي عرضها الوسطاء، رُفضت من قبل جانبي التفاوض، الإسرائيلي والفلسطيني.
وفيما غادرت الوفود التفاوضية العاصمة المصرية مساء الأحد، أصرّ الأميركيون على إبقاء فرق عمل تقنيّة ليوم إضافي، بحضور المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، الذي بقي في القاهرة أمس، حتى مغادرة الفرق التقنية أيضاً مساء.وبحسب مصادر «الأخبار»، اعتمد الأميركيون استراتيجية تفاوضية جديدة، عنوانها محاولة التوصّل إلى كل الاتفاقات الممكنة بين إسرائيل و«حماس»، وتأجيل بحث القضايا الخلافية المعقّدة إلى مرحلة تالية. وترى المصادر في هذه الاستراتيجية «محاولة للحفاظ على المفاوضات، وعدم إعلان انهيارها، لأطول فترة ممكنة». وكان أعلن المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي» في «البيت الأبيض»، جون كيربي، أمس، أن «فرق العمل تجتمع الآن. ومبعوث بايدن، بريت ماكغورك، سيبقى يوماً آخر. وستكون الأطراف ممثّلة هناك، بما في ذلك حماس». لكن مصادر حركة «حماس» أكدت أنه «لا وفد تقنياً يمثّلها في المفاوضات، بخلاف الادّعاء الأميركي الذي يندرج ضمن مساعي الحفاظ على المفاوضات ولو شكلاً، ووسمها بالإيجابية مهما كانت الحقيقة». وعلى الرغم من ذلك، من المتوقّع أن تعود الفرق التفاوضية إلى القاهرة، خلال الأسبوع الجاري، لعقد جولة أخرى من المحادثات.
التقت عائلات الأسرى الإسرائيليين كلاً من نتنياهو وغالانت بشكل منفصل «بسب التوتر بين الرجلين»
من جهتهم، يقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأن «فرصة التوصّل إلى صفقة ليست عالية»، لكنهم يشددون على ضرورة «استنفاد كل فرصة، حتى لو كانت منخفضة»، بحسب قناة «كان» الإسرائيلية. ونقلت القناة عن مسؤول مطّلع على المحادثات، قوله إن «الفريق الذي بقي في القاهرة ركّز على التحرّك في قضية أسماء الأسرى الفلسطينيين (الذين ستشملهم الصفقة)». وإذ أشار المسؤول إلى أن «فرص التوصّل إلى اتفاق ليست كبيرة، طالما أن هناك إصراراً على محور فيلادلفيا»، فهو أكد أن «الفرق التفاوضية مقتنعة بإمكانية التوصّل إلى اتفاق، من دون المساس بالأمن، مع إقامة عائق كبير على الحدود، بتمويل أميركي». أما «الجانب المصري، فأبدى رفضه للتواجد الإسرائيلي بشكل كامل في معبر رفح، بينما أظهر تفهّماً لبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في مواقع قليلة في محور فيلادلفيا، على أن يكون انسحاب هذه القوات مُجدوَلاً في مواعيد مكتوبة وواضحة وودقيقة»، بحسب مصادر «الأخبار».
على خطّ موازٍ، التقت عائلات الأسرى الإسرائيليين، أمس، كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، بشكل منفصل، «بسب التوتر بين الرجلين»، بحسب وسائل إعلام العدو. ونقلت «القناة 12» عن نتنياهو قوله خلال اللقاء مع العائلات: «لا يهمّني موقف المؤسّسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفيا»، وإنه «إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا الآن، فسيكون الضغط عليها هائلاً لعدم السيطرة عليه مجدداً». وأكد مكتب رئيس الوزراء، بدوره، أن «نتنياهو مصمّمٌ على إعادة المخطوفين وبقاء محور فيلادلفيا بيد إسرائيل»، في حين نقلت القناة نفسها عن غالانت تأكيده أمام العائلات أن «غياب إسرائيل عن محور فيلادلفيا ليس عائقاً أمنياً»، وأن «بإمكاننا التعامل مع الوضع في المحور إذا خرجنا منه لمدّة 6 أسابيع». كما قال غالانت، في لقاء مع رئيس «هيئة الأركان المشتركة» للجيش الأميركي، تشارلز براون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن «العدوان الإيراني يحطّم الأرقام القياسية»، معتبراً أنه «لمواجهته، يجب علينا تعزيز القدرات المشتركة عبر الحدود في جميع ساحات الحرب».
إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن سكّان مستوطنات الجنوب (غلاف غزة) والشمال، الذين تمّ إجلاؤهم من منازلهم منذ بداية الحرب ولا يمكنهم العودة لأسباب أمنية، سيتمّ تمديد إقامتهم في فنادق النزوح، وفقاً لتوصية المنظومة الأمنية، حتى نهاية العام الجاري.