انتهت العطلة الصيفية، ولت ايام الراحة والمرح والرحلات. كيف تساعدين طفلك على التأقلم مع المدرسة بعدما قضى شهورا بعيدا عن اجواء الدرس والنظام والواجبات؟ ما هي الوسائل والتحضيرات الواجب اتباعها لجعله يحب المدرسة وتأمين له الجو المناسب للدرس؟
من المعلوم ان الطفل يجد صعوبة تامة في انتقاله من البيت الى المدرسة والمكان الذي سيبعده عن اهله. ولكن على الام ان تجعل ابنها يعتاد الابتعاد عنها وقضاء الاوقات بصحبة رفاقه الاولاد ومشاركته اياهم اللعب، وأن ترفض بعض طلباته غير الضرورية وان تعلمه اصول التحدث مع الاخرين. هذه الامور كلها سوف تخفف من شعوره بالخوف من الصدمة المتوقعة عند دخوله المدرسة.
في حال حصول حالة رفض وممانعة، ما هو دور الام كاختصاصية في علم النفس وصحافية ماري الاشقر؟
يقع الرفض اذا كان الولد لم يدخل حضانة. ولكن على الام بالاتفاق مع المعلمة ان تجعله يرغب في الذهاب الى المدرسة، وذلك باخباره عن الالعاب الجديدة. عن المعلمة التي سوف تحبه وتخبره دائما اصدقاءها وعلى مسمع منه، انه ذكي وان المعلمة في المدرسة سعيدة من نتائجه.
• بعد عودة الطفل الى البيت من المدرسة، ما هو الدور المطلوب من الام؟
على الام ان تتابع مع الطفل النهار الذي بدأه في المدرسة وان تسأله عن كل ما حصل معه خلال يومه الدراسي وتخصص له فترة ما بعد الظهر. ومن المهم كذلك ان تبقى على علاقة متينة ووثيقة بمعلمة ولدها. ويجب لفت نظر الام الى ان الطفل في المرحلة الاولى لن يخبر والدته بما حصل له خلال النهار، لانه يحملها ذنب ادخاله المدرسة وابعاده عن المنزل.
لكن هذا الشعور سيزول مع الوقت.
• ما هي الترتيب الذي يجب على الام اتباعه بالنسبة لعطلة نهاية الاسبوع؟
عليها عدم الاخلال بالنظام الذي سار عليه ابنها خلال الاسبوع، اي عدم المخالفة في وقت النوم وفي الساعات المحددة للتلفزيون، وعدم اطلاق حريته ليفعل ما يشاء، لان هذا الامر سيسبب لديه نوعا من الصدمة مع انقضاء عطلة نهاية الاسبوع. وبالنسبة للدرس هذا يعود الى طبيعة الولد، على الام ان تجعله يعتاد الكتب وان تنمي لديه حب المطالعة وقراءة القصص واكتشاف كل جديد، ومع الوقت يتنامى حبه للدرس.
بماذا تنصحين الام التي يتمتع ولدها بموهبة ما؟
الام هي اول من يكتشف وجود موهبة ما عند ولدها، سواء في التلوين او الرسم او الغناء او الرقص. وهذه الموهبة تولد مع الطفل وتنمو خلال فترة الحضانة، اي في الصفوف الاولى، وتضعف في المرحلة الابتدائية حيث تكثر الدروس ويكبر حجم الشنطة المدرسية. لهذا اطالب المدارس بضرورة ادخال فنون الرسم والغناء والرقص ضمن البرامج التربوية.
• وكيف تجعل الام ابنها يرغب في المدرسة ويقتنع بانها السبيل الى النجاح وتحقيق الاحلام؟
كل ولد يرى في امه وابيه مثله الاعلى في الحياة. ومن هذا المنطلق على الام ان تشرح لولدها ان كل شيء يبدأ صغيرا ويكبر، وعلينا بالصعود درجة لبلوغ ما نريد. وان كل شيء في الحياة يتطلب مجهودا، والمدرسة هي المكان الانسب لاكتساب مقومات النجاح في الحياة. وفي النهاية لا يمكن تجاهل الظروف الصعبة التي نعيشها. لكنني ارفض رفضا تاما ان تؤدي المربية في الحضانة او المعلمة في المدرسة دور الام بحجة انها منشغلة بامورها الشخصية.
فالانحراف يبدأ باهمال الاهل للولد. ونحن بأمس الحاجة الى مجتمع سليم لاعادة بناء الوطن. لذا على الام ان تقدس الامومة وتعيشها حتى بذل الذات لان ما من حب اعظم من هذا.
الام بانية اولى والمدرسة بانية ثانية. فالويل للشعوب من امهات جاهلات مستهترات ومدارس غايتها اضعاف الامة لانها محلات للدعايات مستترات، ومدارس غايتها اضعاف الامة لانهات محلات.
الام والمدرسة مؤسستان تصغر دونهما جميع مؤسسات الارض. مؤسسات الدنيا كلها لا تستطيع ان تطلع مثل الذي تطلعه الام والمدرسة. الطفولة قوة لانها حب، الطفولة ايمان لانها حب، والطفولة سلام لانها حب.
لذلك يجب ان يشعر طفلك بالحب الكامل المملوء بالاحترام لشخصه ولحريته، ويعتمد عليك عند اللزوم دون ان يكون حبك له حبا خانقا ومكبلا.
ماري الأشقر- الديار