في لقائهما الأخير بادر رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ببحث صريح بمرشحين لرئاسة الجمهورية، فما كان من الأخير سوى الطلب منه عدم البحث معه بأية أسماء.
إذا كان من مغزى لهذه الإجابة فهو المدى الذي وصل إليه جعجع في معركته كما في تعاطيه مع أخصامه بعد أن باءت معظم خياراته الماضية إلى الإخفاق..
لكنه، في المقابل، وحسب أحد المتابعين الكبار لمواقف جعجع، بات، بحكم الهجمات المتكررة عليه من قبل من يدور في فلك “الثنائي”، “حزب الله” وحركة “أمل”، وأحيانا مباشرة، وإذا استمر الحال على ما هو عليه من هجمات ودفاع في المقابل عن “الحقوق”، فإن جعجع سيبتعد على رأس الزعامة مُجتذباً نبض الشارع المسيحي الساخط على كل شيء في لبنان بعد أن فقد كل شيء. وجعجع بذلك يبدو سعيدا بحال المراوحة الحاصل في الوقت الذي يصوَّر فيه المدافع الأشرس عن طائفته في عد تصاعدي منذ أحداث عين الرمانة التي توج فيها جعجع قائدا مسيحيا مغوارا في وجه الثنائي.
ويقول البعض لصحيفة “اللواء” بأن جوهر موقف جعجع برفض الحوار وعدم بحث أي إسم آخر للرئاسة غير المرشح التقليدي منذ أكثر من عام وهو جهاد أزعور، مرده إلى العجز عن فرض الإسم الذي يريده، ولذلك فهو يرفض تلاوة أي إسم قد يُحرق، بينما ليس صحيحا أنه لا يريد تسجيل سابقة حوارية قبيل التوافق على رئيس.
يُسر جعجع لملتقيه بأن معركته مع “حزب الله” هي “في السياسة” فقط، وفي حال كان ذلك صادقا أم لا، فإنه تعلم من أخطائه ولن يذهب بالمعركة مع الحزب نحو الصدام، لكن ما يجدر بنا التوقف عنده أن المعارضة ككل في معركتها مع “حزب الله” ليست في وارد طي الصفحة حتى لو تم التوافق على رئاسة الجمهورية.