معركة أخرى في عين الحلوة؟

زاهر أبو حمدة

يبدو أن عوائق كثيرة تقف أمام لجنة التحقيق المؤلفة لكشف ملابسات اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا محمد العرموشي (أبو أشرف) ورفاقه. هذه العوائق تتمثل في أن اللجنة لم تقدم تقريرها حتى الآن، مع أن المهلة المعطاة لها انتهت. وبالتالي، فإن معطيات تفيد باقتراب معركة أخرى في المخيم.
أبرز تلك المعطيات، هو استحداث عيادة متنقلة لوكالة “الأونروا” خارج المخيم، إضافة إلى عملية التذخير المتواصلة للأطراف المتقاتلة وفقاً لمصادر داخل المخيم. وعلى الأرض عمليات الاستفزاز الفردية والحزبية متواصلة، مع حرب اعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات “الواتس آب”. وهكذا تمدد الاشتباك الى مجتمع المخيم في مختلف أحيائه، فلا مشكلة أن يطعن شخص من “الشباب المسلم” أحد أقربائه وينتمي الى حركة “فتح”. والأخطر هو بقاء المتاريس والدشم عند محاور الاشتباك واغلاق الجيش اللبناني ثلاثة مداخل للمخيم وابقاء مدخل الحسبة مفتوحاً أمام اللاجئين. لكن ماذا تريد الأطراف؟
تحاول الأطراف الاسلامية لا سيما “حماس” و”عصبة الأنصار” و”الحركة الاسلامية المجاهدة”، منح الوقت الكافي في محاولة لتبريد الأجواء وايجاد حلول بعيداً عن الاشتباك. وهذا ما أكد عليه اسماعيل هنية، في اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عندما قدم ضمانات نيابة عن “الاسلاميين” بتثبيت وقف اطلاق النار ومن ثم تسليم المتهمين في عملية الاغتيال. اما حركة “فتح” فتريد تسليم المتهمين في أسرع وقت ولو اضطرها ذلك الى العمل العسكري، وقد وضعت خطة لذلك يقودها القائد الجديد للأمن الوطني في صيدا العميد أبو اياد الشعلان.
وما يمنع الحسم العسكري حتى الآن، هو الغطاء الرسمي اللبناني لذلك، مع أن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، انتزع وعوداً رسمية بأن المتهمين سيسلمون الى استخبارات الجيش اللبناني، وإذا لم يحصل ذلك فيحق لـ”فتح” استئناف المعركة. في المقابل، توسعت الدائرة ليصبح الأمر ليس فلسطينياً ولبنانياً فقط، وهذا ما عبّرت عنه وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها ماثيو ميللر، حين قال إن “الولايات المتحدة تواصل متابعة التقارير المقلقة عن تصاعد العنف في مخيم للاجئين في لبنان”، إضافة إلى بيانات رسمية من دول اقليمية أخرى.
وأما إذا اندلعت الاشتباكات مجدداً، فربما تتغير الخريطة الميدانية لا سيما إذا تدخل اللواء منير المقدح في المعركة لجهة “فتح”، فلديه قوة عسكرية ومكان وجودها يساعده للاشتباك مع “الشباب المسلم” خصوصاً في محور السكة – التعمير. أما الجهة الأخرى، فهي “عصبة الأنصار” ومن معها من اسلاميين، ودخولها في المعركة سيشعل كل المخيم وسيصعب وقف اطلاق النار حينها.
في المحصلة، كل المؤشرات تؤكد أن جولة عسكرية قادمة لا محالة. وما يمكن منعها هو تنفيذ المتفق عليه أو تطور آخر يحدث في لبنان أو فلسطين، يجعل الأمر معقداً أكثر فأكثر.

Exit mobile version