أخبار خاصةالاخبار الرئيسيةمقالات

معاً إلى “كلمة سواء” تنقذ الوطن من أطماع العدو

معاً إلى "كلمة سواء" تنقذ الوطن من أطماع العدو

كتبت د. عبير شرارة:
شهدت شوارع بيروت في اليومين الماضيين، خاصة على مداخل مطار رفيق الحريري الدولي، قطعاً للطرقات وحرقاً لآلية تابعة لقوات “ليونيفل”، وما رافقها من خطابات تحريضية ومذهبية، مرفوض ومُدان ومُستنكر شكلاً ومضموناً، ولا يصب في مصلحة لبنان ولا أمنه وأمانه ووحدته.

إنّ أكثر ما تتطلّبه هذه المرحلة لتخطّي التحديات التي تواجه لبنان عامة، والجنوب خاصة، هو التضامن والوحدة، للوقوف في وجه التحديات الإسرائيلية والتهديدات الدائمة والخرق الصارخ للسيادة اللبنانية.

هكذا نبلغ السيادة!
في المقابل، تفرض هذه المرحلة الحسّاسة في المنطقة بشكل عام، واقعاً لا يمكن الهروب منه، ولا حتى التملّص من تداعياته، وهو تشكيل “الشرق الأوسط الجديد” وتأثيراته المباشرة على لبنان، ما يضع الحكومة الجديدة أمام مهمات صعبة ومسؤوليات بالجملة، أوّلها تأمين عودة محمودة تليق بأبناء القرى الحدودية، والضغط على الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لتنفيذ الانسحاب الكامل، كما جاء في نص القرار 1701، وليس ضمن ترتيبات أمنية بمزاجية، وأنْ لا يتحوّل القرار الدولي رهينة، إذ كيف سنصل إلى سيادة الدولة بهذه المعايير؟، وكيف يمكن أن نستقل بقراراتنا وفق أهواء الخارج؟، وكيف سنصل إلى بر الأمان وإعادة الإعمار والنهوض بالمؤسّسات العامة وإعلاء شأن الدولة إذا تغيّر الراعي؟!

إلى الوعي بوجه الطامعين!
تحتاج هذه المرحلة إلى وعي سياسي وقرارات وطنية وسيادية، من شأنها صون البلد، وإلا فالفوضى هي الجواب لكل سؤال، ولكل قرار قد تتّخذه السلطة دون أنْ تكون له أبعاد استراتيجية مُحدّدة على قواعد تؤسِّس لمرحلة دقيقة وصعبة، تجمع بين كل المكوّنات الوطنية، التي تبحث عن حياد بالسياسة، وحياد عن كل ما له علاقة بأن تجمع ولا تفرّق في ما بينها.
أخيراً وليس آخراً، لا يستقوينّ أحد على أحد، فلا الثنائي الوطني ولا حتى أي كتلة برلمانية هُمّشت يُستقوى عليها، فالجميع اليوم مدعوون إلى طاولة حوار قد لا تكون دائرة خشبية، لا منفعة منها، لكن ممكن أن تكون ضمن حوار تلاقٍ وإجماعٍ على فرضيات تُسهّل كل ما له علاقة بالتفاهم باتجاه واحد، وهو كيفية يمكن إنقاذ لبنان، كفى تقديم كل ذلك على طبق من فضة لكل من يريدون التسيّد على هذا الوطن دون إعطائه الحقه بممارسة سيادته على أرضه وبناء وطن يجمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى