الاخبار الرئيسيةمقالات

معادلة جديدة: العدو يحيّد “حزب الله”

كتب مبارك بيضون

كتب مبارك بيضون

لم يزل الكيان الإسرائيلي يحاول لملمة أزماته الداخلية بعرض عسكري درامي على جبهات خمس، في محاولة لاستعادة ما تبقى من صورة لجيش لا يهزم، وشد عصب جبهة داخلية تواجه أزمة مصيرية تتعلق بعمر كيان بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وفي سبيل تقطيع مرحلة الثمانين سنة الأسطورية يحاول قادة الكيان العض على جراحهم في سبيل دفع الصهاينة لتماسك في ظل ثورات رمضان الفلسطينية.

وفي غمرة التعنت الإسرائيلي، ومطاوعة اليمين المتطرف، أقدم نتنياهو على تبرير أعمال وزير الأمن بن غفير، في سبيل عدم خسارة تحالف هش أتى به رئيسا للحكومة على أنقاض تحالف هجين، وفي هذا الإطار فتح نتنياهو جبهة مسجد الأقصى، والتي حملت معها فتح جبهات كانت في حسابات الإسرائيلي.

جبهة الداخل المشتعلة أصلا، من أسود منفردة، تضج مضاجع الصهاينة في الأراضي المحتلة، والتي جاءت جل عملياتهم منفردة، دون تخطيط وربط بغرف عمليات تتبع لفصائل في الضفة او غزة، بل جاءت دون إطار تنظيمي واضح، ليصبح التهديد منتشرًا من كريات شمونة إلى ايلات.

جبهة الضفة هي الأخرى لم تكن في منأى عن التطورات المتسارعة، والتي برزت بعد محاولات إقتحام الأقصى، والتي تعتبر خزان المقاومة الحقيقي منذ ما قبل نشوء الكيان، والتي نجحت رغم الحصار الأردني والإسرائيلي وتضييق السلطة الفلسطينية في بناء ساحة خلفية في سبيل مقاومة الاحتلال، 

جبهة غزة لم تتأخر يومًا في الرد على العدوان المستمر على المسجد الأقصى، وهي من سحب سيف القدس ولم ترجعه إلى غمده بعد، فكانت أول من فتح الحرب الصاروخية على غلاف غزة، برشقات صاروخية شلت الحياة في محيط القطاع المحاصر.

الجديد في هذه المعركة، هو تساقط الصواريخ من الجبهة اللبنانية على الشمال الفلسطيني المحتل، والذي أوقد الخلافات بين رئيس “الموساد” ديفيد برنياع و ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هليفي، إذ طالب الأول بمعاقبة حزب الله على إطلاق الصواريخ، الإ أن الأخير رفض لعدم إقحام الحزب في حرب ستتحول إلى إقليمية في أي لحظة.

ويبدو أن معادلات الردع تغيرت وبدأ الإسرائيلي يظهر تردده في قلب المعادلة مع حزب الله، وهو الذي ذاق الفشل في معركة سيف القدس ضد فصائل المقاومة المحاصرة في غزة، فكيف بالكيان بمواجهة حزب الله الذي يمتد خط إمداداته من طهران اى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا.

الجبهة السورية اشتعلت صباح اليوم، في تطور لافت تعيد الى أذهاننا معادلة السيد نصرالله الذي أشار الى حرب اقليمية ستندلع في سبيل حماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومما يمكن ملاحظته عدم قدرة الصهاينة من منع الجبهة اليمنية أو العراقية او الإيرانية من الدخول المباشر في التصعيد، والتي قد تتزامن مع ربيع عبري قد يطيح بنتنياهو.

وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إرسال الغواصة النووية فلوريدا الى منطقة شرق المتوسط، لتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في منطقة قد تشهد أسرع تطور عسكري يجر العالم الى حرب عالمية ثالثة.

زر الذهاب إلى الأعلى