مصدر مسؤول في المقاومة لـ”مركز بيروت للأخبار”: التضحيات جِسَام لكن ما كان يُخطّط للقضية أخطر وأكبر
“مهما كانت التضحيات جِساماً، ومهما جرف “تسونامي الموت” ملامح غزّة وأهلها إثر عملية “طوفان الأقصى”، إلا أن ما كان يُخطط لمنطقتنا أكبر، وأكثر خطورة ودموية، وصولاً إلى القضاء على أقدس القضايا في عالمنا العربي”..
هي معلومات جزم بها مصدر مسؤول وواسع الاطلاع في “المقاومة الإسلامية”، مؤكداً أن “الكيان الصهيوني” لم يستوعب حتى اللحظة أن قوة المقاومة تتصاعد والتهديد الذي تشكله على كل الجبهات بات تهديداً وجودياً، في مواجهة “خارطة الطريق” الصهيوأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، ثم القضاء على المقاومات وتهاويها كأحجار الدومينو الواحدة تلو الأخرى.
3 تحديات بـ3 مواجهات
وكشف المصدر في لقاء مع “مركز بيروت للأخبار” أنّ ما قبل “الطوفان”، وقفت الإدارة الأمريكية شبه عاجزة أمام ثلاثة تحديات اقتصادية أمنية وإيديولوجية، أولها “الصعود الصيني السريع”، وثانيها “الأمن والعسكر والإرهاب”، أما ثالثها وأخطرها “المقاومة والإسلام السياسي”.
لذلك وضعت واشنطن – حسب المصدر – لهذه التحديات ثلاثة مسارات للمواجهة، بداية من إشغال الصين بأزمات مستجدة في محيطها الجيوسياسي، والثاني يتمثل بـ”شيطنة روسيا”، أما الثالث وهو أيضاً الأخطر ويقوم على قاعدة “ضم الدول العربية إلى محور التطبيع”.
لكن أمام تنفيذ مسارات المواجهة الأمريكية، وقف عائق وحيد، قائم على العقيدة والمعتقد، لذا كان لا بد من القضاء عليه، وهو تصفية القضية الفلسطينية، للإنصراف نحو التنفيذ الفعلي لبنود المخطط واحداً تلو الآخر.
فجر التحولات والإخفاقات
إلا أن فجر 7 أكتوبر 2023، كان فجر التحولات، مع عملية “طوفان الأقصى”، التي قلبت الطاولة على المشروع “الصهيوأمريكي” كاملاً، لذا استفرست واشنطن وأدارت بدقة يوميات العدوان الصهوني المستمر على غزة ورفح والوجود الفلسطيني ككل منذ 10 أشهر، وفقاً لتأكد المصدر المسؤول.
وشدّد على أنه بعدما ثبت الفشل العسكري الإسرائيلي في تحقيق الأهداف، وفي مقدمتها القضاء على المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان، وأمام دخول مقاومتي اليمن والعراق على الخط، تحولت أميركا نحو المسار السياسي علّها تحفظ ماء الوجه وتصل إلى بعض ما كانت تسعى لتحقيقه عسكرياً.
وبنبرة واقعية أشار المصدر إلى أنه من إخفاق أمريكي إلى إخفاق إسرائيلي، بدأت إدارة الرئيس جو بايدن برفع راية الاستسلام، والسعي إلى إنهاء الإجرام الصهيوني، من خلال “صفقة”، علّها تضمن إعادة انتخابه لفترة رئاسة جديدة، أو أقله وصول أحد مرشحي حزبه الديمقراطي إلى الرئاسة، وهو ما يشكل إخفاقاً كبيراً بمطلق الأحوال، من هنا تعمل “إدارة بايدن”، وعلى قاعدة “الكحل أفصل من العمى”، تسهيل خروج للرئيس من البيت الأبيض “صفقة” ولو “دموية”، خير من الخروج “صفر الإنجازات”.
نتنياهو يسعى لوهم البطولة
وعلى الصعيد الصهيوني، أكد المصدر أن رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف بنيامين نتنياهو يرغب في الاستمرار بالسلطة، والظهور على هيئة بطل قومي، لذلك يراهن على كسب المعركة، ولا يريد ختامها باتفاق، أو أيضاً لا يريد وقف الحرب خوفاً من القضايا العامرة التي تنتظره وقادرة على إنهاء مسيرته السياسية ورميه خلف القضبان، من هنا يظهر أن الانتقال إلى الشمال وارد لخلط الأوراق، وتحقيق اهداف استراتيجية.
واعتبر أنّ “الصهيوني” يبدو حالياً كَمَنْ يمارس خداعاً استراتيجياً، حتى أنه سرق أسلوب “المقاومة” بالترتيب لعملية “طوفان الاقصى”، وهو أسلوب خداع نجحت فيه “المقاومة” حين أشغلت الضفّة، وأوهمت العدو أنّ قدراتها لا تتعدّى تلك الحدود، لتنفذ يوم السابع من أكتوبر هجوماً، قلب كل المعادلات وكان خارج التوقعات والاستراتيجيات.
وإذ سأل ختاماً: هل تنجح إسرائيل وحلفائها في محاولة خداعها الاستراتيجي الذي يمكن أن ينطوي على سيناريوهات عدة، منها: تنفيذ ضربة استباقية وسط الحديث عن عدم التوجه نحو التوسع، أو اجتياح لبنان والذي تستبعده التحليلات حتى اللحظة؟”.. أجاب بأنّ ما لم تستوعبه إسرائيل حتى اللحظة هو أنّ قوّة المقاومة تتصاعد، وبالتالي لا وقت للمناورة، ولا مجال للفوز بمحاولة خداع استراتيجي بائسة، حضّر “محور المقاومة” الرد المناسب لها ولغيرها من السيناريوهات.