مشهد مظلم الملامح في منطقتنا.. متى تتظهّر الصورة ويُجاب على الأسئلة؟!

مشهد مظلم الملامح في منطقتنا.. متى تتظهّر الصورة ويُجاب على الأسئلة؟!

كتب مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون

يبدو أنّ المشهد اليومي تتسارع فيه المستجدات، التي تتراكم من خلال ما تحتويه من أحداث يومية لتنبئ بفلسفة جديدة، أو ربما تكهنات لما ستؤول إليه الظروف المستقبلية للرؤية التي باتت غير واضحة، وفي بعض الأحيان مظلمة بعد الانتقال من حدث الى آخر، لها شأن في التبدلات السياسية في المنطقة تتسارع الأحداث التي تشوّش على كل ما له علاقة بالمفهوم السياسي للمرحلة المقبلة.

لكن الواضح أنّ غرفة العمليات ومَنْ يديرها، هم أصحاب القرار والرأي لكل ما يحصل وخاصة أن أي مقررات تتخذ لأي مفاوضات في السياسة المتبعة، لها علاقة بشكل مباشر بما يحصل عسكرياً على أرض الواقع. وحتى اليوم مَنْ يمسك بكل تلك القرارات والمقررات هي الإدارة الأميركية التي ما زالت تتخذ قرارات أحادية كعادتها، وإسرائيل تمعن في اعتداءاتها من خلال تنفيذ هذه المقررات المدعومة منها سياسياً وعسكرياً.

محور المقاومة بين الأمس واليوم
لكن الفارق ما بين المرحلة السابقة واليوم أنّ المرحلة التي تتعاطى بها دول المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية هي مرحلة دقيقة وحسّاسة، مع ما جرى من تقلّبات في المنطقة، لا سيما في سوريا ودول الطوق التي تتعرّض لضغوطات كبيرة مع تهديدات تهدف أولاً وأخيراً إلى حصار دول “محور المقاومة”، التي تُشن عليها حرباً ضمن إطار مرتكزات جديدة، بعدما تعرض المحور إلى سخونة ومؤامرات شهدتها جبهتها العسكرية، ما أثّر على الجغرافيا التي كانت تمثّل طوقاً حقيقياً على مدار خارطة فلسطين المحتلة، فالدول الصديقة والداعمة الدولية والإقليمية لم تتعاط مع كل ما جرى، لا بل بقيت على الحياد، ما أعطى هامشاً كبيراً للتحرّك العدواني المباشر على كل ما يجري في المنطقة، إنْ كان في غزة أم جنوب لبنان أو ردود الفعل على اليمن وآخرها الاعتداءات الفاضحة على سوريا.

مكتسبات جيوسياسية.. ولكن!
لا يكفي أنها كانت بعيدة عن كل ما يجري ولم تنخرط في أي أعمال عسكرية دفاعية، لا بل تبيّن جلياً أنّ بعض الدول الإقليمية كانت تتماشى مع هذا السيناريو الذي اتبعته الإدارة الاميركية ودولة الكيان، وقد تظهّرت جلياً الأمور بالسيناريو الذي حصل في سوريا عندما ظهرت هذه القوى الإقليمية بأن لها ما لها وعليها ما عليها من مكتسبات جيوسياسية، عدا المقدّرات التي تدخل في عملية تقاسم المغانم الكبرى والتي هي كثيرة، وكان قد بدا ذلك خلال ما قام به الجيش الاسرائيلي من عمليات قضم لأراضٍ سورية استراتيجية فيها ما فيها من المكتسبات المهمة جداً، وأيضاً لدول أخرى لها أيضاً مكتسباتها ولها أيضاً تنفيذ مآرب للتخلّص من بعض القوى المسلّحة المتواجدة في سوريا وقد بدأ الحديث مع الولايات المتحدة بالتفاوض على إخراج قوات متعدّدة قد استُغلت من قبلها.

المنطقة إلى أين؟
يتم اليوم استخراج هذه القوّات من المشهد الحالي والذهاب إلى أطر جديدة متعددة الآفاق، لكنها تدخل في باب يُفتح على كل الاتجاهات لتحالفات جديدة قد تحدّد مصير المنطقة، لا سيما سوريا والمناطق الأخرى في الإقليم، وقد يؤدي ذلك ايضا الى استبعاد قوى أخرى مسلّحة وتكون “كبش محرقة” في مرحلة جديدة من خلط الأوراق والترتيبات الجديدة التي تتجه بسيناريو أفقه عابر للمناطق تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد.

في النهاية سوريا إلى أين، وأي مدى يمكن أن يستمر التمادي الاسرائيلي والخروقات؟ ومتى سينفذ صبر المقاومة وترد؟، فيما هل سيبقى المجتمع الدولي، لا سيما الامم المتحدة ومجلس الامن بما فيها الجنائية الدولية، تتناغم مع أحادية الولايات المتحدة الاميركية وتبقى دون جدوى؟، وهل البديل عن كل ذلك الفوضى المفتوحة على الآفاق؟!، أسئلة يجوز طرحها دون محرمات، فهل سنجد عليها إجابات؟؟؟

Exit mobile version