الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

مساعٍ للتوافق على جهاد أزعور في وجه جوزيف عون

مساعٍ للتوافق على جهاد أزعور في وجه جوزيف عون

كتب عمار نعمة في “اللواء”:

مع بدء العد العكسي الجاد لانتخاب رئيس الجمهورية بعد شغور طويل لنيف وعامين، لا يبدو ان التوافق المنشود حصل على اسمه حتى اللحظة، ولا ضمانات اصلا للتوصل إلى انتخاب رئيس في الجلسة المقررة في التاسع من الشهر الحالي، مع ان بورصة الأسماء استقرت على اقل عن عدد اصابع اليد الواحدة.

لكن المساعي ما زالت تتركز على التوافق، وخاصة مسيحيا بين القوتين الكبريين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ومعهما المرجعية الدينية الممثلة ببكركي.

ويجهد رئيس التيار جبران باسيل عبر الوسطاء للاتفاق مع القوات على شخصية مع علم زعيم القوات سمير جعجع بعدم جدية ترشيحه كما بعدم جدية قبول باسيل والرئيس ميشال عون به.

فعون وباسيل، لا سيما الأول، يعارضان بشراسة وصول قائد الجيش جوزيف عون الذي سيشكل وصوله فترة صعبة وطويلة للتيار العوني برمته الذي قد يشهد تراجعا دراماتيكيا بما يهدد كل مكتسباته السلطوية التي حققها منذ وصول العماد ميشال الى الرئاسة.

يعلم باسيل وعون تماما ذلك، وهما يحاولان اللعب على حافة الهاوية، او المغامرة بـ”صولد” على شخصية ضد جوزيف عون، فإذا صعد احتمال وصول جعجع مثلا فهذا سيكون اهون الشرين ذلك ان رئاسة قائد الجيش ستعني حربا كبرى على التيار الذي تلقى ضربات شعبية كبيرة منذ 17 تشرين الاول 2019 حتى اللحظة، ولعل تفاهمه مع “حزب الله” كان اقواها (ولو ان ذلك افاده سلطويا وفي وصول عدد وازن من النواب الى المجلس النيابي).

من ناحية جعجع، هو يعلم ان حظوظه جد ضئيلة ويقتصر التأييد له على كتلته ومن يدور في فلكه من المعارضة، لكنه يعول على معجزة خارجية، سعودية اميركية، تزكيه، ليست متوافرة، وهو يجمع القوى الحليفة للتأثير في لعبة النصاب لعله يتمكن من تعطيل نصاب الـ 86 نائبا المطلوبين في كل الدورات.

وبينما يعمل على النصاب تتمثل مشكلة جعجع اولا في عدم اتخاذ ترشيحه جدية لدى المعارضة نفسها التي تؤيد ضمنا قائد الجيش ولا تريد البوح بذلك لعدم حرق اسمه، وهي الاخرى تنتظر، مع كتلة سنية وسطية ووازنة، القرار السعودي وطبعا الضغط الاميركي في الساعات الفاصلة عن الانتخاب..

على ان باسيل وبعض المعارضين خرجوا بطرح مستجد يتمثل في محاولة تسويق المرشح القديم الجديد جهاد أزعور كشخصية توافقية، وهو الذي ينشط من دون ضوضاء ويعول أيضا على قرار دولي عربي يزكيه كونه رجل المرحلة التي تتطلب شخصية اقتصادية تدير مرحلة اعادة البناء الداخلي وتكون منفتحة على الخارج.

المتحمسون لأزعور يجهدون لتسويقه لدى ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”، من دون نتيجة حتى الساعة مع ان ازعور يشيع ايجابية يتلقاها ويهمس بين الأروقة بأن الحزب سيوافق عليه في اللحظة الاخيرة. وهو مقبول من جعجع الذي لم يعط حتى اللحظة تأييده لقائد الجيش.

واذا كان الأخير ما زال الأول بين متساوين في الرئاسة، فإن اللواء الياس البيسري ما زال هو الآخر المنافس الجدي له. فهو يتمتع بشرعية مسيحية مقبولة مع تأييد التيار له، وبقبول من الثنائي، وبدفع قطري من دون طرحه كتحدي لإسم جوزيف عون الذي يحظى بشبه اجماع خارجي وبتأييد عريض داخليا وان كان من دون اعلان.

مع هؤلاء يستقر العميد جورج خوري ضمن الحظوظ الاولى من دون تصدر، ويليه نعمة افرام الذي يفتقر الى تأييد الثنائي، وبينهما زياد بارود الذي يشبه في “بروفايله” الراحل جان عبيد الذي اعتبر على الدوام المرشح الدائم للرئاسة.

ثمة من يشير الى ان اسم الرئيس لن يتحدد سوى بعد الدورة الاولى في الجلسة، وليس بالضرورة في الدورة الثانية، وفي مواجهته هناك من يلفت الى ان مسألة الرئاسة بمجملها لم تنضج حتى الآن وهي تنتظر تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه ثم اتخاذه القرار النهائي في مرحلة الزمن الأميركي في لبنان وسط تحولات اقليمية هي الاهم من نوعها على هذا البلد منذ وقف الحرب الأهلية فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى