مراجعة شاملة…. بين بيروت وبغداد وطهران
كتب قاسم قصير في “أساس”:
تشهد بيروت وطهران وبغداد ورشاً حواريّة وفكرية وسياسية واستراتيجية بهدف إجراء مراجعة شاملة للتطوّرات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى حتّى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مروراً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان ونتائجه. وتتولّى مراكز دراسات ومؤسّسات دينية وجهات رسمية وحزبية الإشراف على هذه الورش من أجل تقويم التطوّرات واستخلاص الدروس ووضع رؤية جديدة للمستقبل، وتشارك فيها قيادات وشخصيات إسلامية متعدّدة، ومسؤولون في قوى المقاومة وقيادات عراقية وإيرانية ولبنانية، إضافة إلى شخصيات فكرية من عدد من الدول العربية المعنيّة بالتطوّرات الجارية.
ما هي أبرز الموضوعات التي تناولتها هذه الورش الحواريّة؟ وما هي النتائج الأوّلية الصادرة عنها التي ستُرفع لأصحاب القرار والجهات المعنيّة؟
تقويم معركة طوفان الأقصى ونتائجها وانعكاساتها على محور المقاومة، ودوره المستقبلي، وآفاق القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، والخيارات المطروحة أمام قوى المقاومة وكيفية التعامل مع التطوّرات المقبلة، وعرض كلّ ملابسات ما جرى منذ بدء المعركة.
معركة إسناد المقاومة على كلّ الجبهات، وخصوصاً الجبهة اللبنانية، الحرب الإسرائيلية على لبنان، تقويم أداء “الحزب”، الأخطاء التي حصلت، نتائج الحرب وكيفية التعاطي معها، والتكيّف مع المتغيّرات السياسية والأمنيّة والعسكرية الجديدة.
التطوّرات في سوريا والأسباب التي أدّت إلى السقوط السريع لنظام بشار الأسد، وانعكاس ذلك على محور المقاومة، وكيفية التعامل مع القوى الجديدة في سوريا، وعرض المعطيات السياسية والأمنيّة والعسكرية في سوريا خلال الفترة الأخيرة في ظلّ تعاظم الدور التركي، واستغلال العدوّ الإسرائيلي للمتغيّرات الحاصلة واستفادته ممّا حصل لمحاصرة المقاومة وتعزيز سيطرته على الأراضي السورية، وكيفية مواجهة الاحتلال الجديد.
استعراض التطوّرات المرتقبة في المرحلة المقبلة، وخصوصاً على صعيد انتقال المعركة إلى اليمن والعراق وإيران، وكيفية التصدّي للضغوط الأميركية والإسرائيلية المتصاعدة.
الدور الأميركي الجديد في المنطقة بعد تسلّم الرئيس دونالد ترامب لمهامّه، في ظلّ تراجع الدور الروسي بعد التطوّرات في سوريا.
يؤكّد مشاركون في هذه الورش أنّه في ضوء ما جرى تقديمه من معطيات ومعلومات عن كلّ التطوّرات التي حصلت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023، يتبيّن “أنّنا أمام مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، وهذا يتطلّب رؤية جديدة للاستفادة من الدروس والأخطاء ووضع آليّات عمل تأخذ بالاعتبار المتغيّرات التي حصلت والتكيّف مع المستجدّات”.
يقولون: “ربّما مقاربة “الحزب” للتطوّرات في لبنان، والحرص على المشاركة الإيجابية في انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وإطلاق خطاب سياسي جديد يركّز على دور الدولة والجيش اللبناني في المرحلة المقبلة، هي من نتائج هذه الورش، إضافة إلى السعي للانفتاح والتعاون مع القيادة السورية الجديدة والابتعاد عن أيّ صدام معها”.
تتوقّع الشخصيات المشاركة في هذه الورش بروز أداء إيراني جديد في المرحلة المقبلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والعمل لتحصين العراق وحماية اليمن من أيّ تداعيات مستقبلية، مع استمرار تأكيد مركزية القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة. ويبدو أنّ هذه الورش ستستمرّ في المرحلة المقبلة لمواكبة المتغيّرات وإعادة ترتيب العلاقات بين قوى محور المقاومة ووضع آليّات جديدة للعمل تواكب المرحلة.