مداولات برئاسة غالانت: تصعيد بجنوب الضفة سيكون أشد من شمالها

عقد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الثلاثاء، مداولات أمنية تمهيدا لاجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، المزمع عقده في وقت لاحق من اليوم. وشارك في هذه المداولات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، وعدد من قادة الأذرع العسكرية وبينها الاستخبارات والعمليات ورئيس الشاباك، رونين بار.

يتوقع جيش الاحتلال الإسرائيلي حدوث تصعيد في العمليات التي ينفذها فلسطينيون، وخاصة عمليات إطلاق نار، في منطقة الخليل جنوبي الضفة الغربية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم. ويأتي هذا التوقع بعد مقتل مستوطنة في جنوب الخليل، أمس، ومقتل إسرائيليين اثنين في بلدة حوارة، يوم السبت الماضي.

ووقعت معظم عمليات إطلاق النار ضد مستوطنين وقوات الاحتلال في شمال الضفة، وخاصة منطقتي جنين ونابلس، وتتركز عمليات الاحتلال العسكرية فيهما. وبات جيش الاحتلال يتوقع امتداد عمليات إطلاق النار إلى منطقة الخليل، وهي المنطقة الأكبر في الضفة، والتي كانت “هادئة نسبيا” حتى الآن، حسبما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني.


واعتبر “واينت” أن تصعيدا أمنيا في منطقة الخليل سيشكل تحديا أكبر من شمال الضفة لجيش الاحتلال، بسبب وجود تأييد واسع فيها لحركة حماس، وأن ذلك “سيستوجب قوات كبيرة وإلى جانبها استدعاء مكثف لقوات الاحتياط”. ولا يستبعد الاحتلال تنفيذ عمليات إطلاق نار أخرى في الفترة القريبة بتأثير نجاح العمليات الأخيرة.

وادعى “واينت” أن الاحتلال يمارس سياسة يفرق من خلالها بين المدنيين والمسلحين، إلا أن جيش الاحتلال يواجه معضلة حاليا بين الاستمرار في هذه السياسة أو ممارسة ضغوط عسكرية على مجمل الفلسطينيين، وفي هذه الحالة يتوقع أن ينضم كثيرون إلى دائرة المقاومة.


وفنّد “واينت” مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي حمّل إيران مسؤولية هذه العمليات، عندما حضر أمس إلى موقع العملية في جنوب الخليل. ووفقا للموقع، فإنه “لا يمكن تحميل إيران المسؤول عن أي عملية. والمشكلة العميقة مختلفة، وهي الصراع بيننا وبين الفلسطينيين”، أي استمرار الاحتلال.

وأضاف أن معظم منفذي العمليات، منذ بداية آذار/مارس عام 2022، لا ينتمون إلى أي فصيل فلسطيني ومن دون ماض بحمل السلاح، “ما يعني أنه من الصعب النظر إليهم على أنهم جنود في عملية إيرانية”.

وتابع “واينت” أنه “من دون حل، يبدو المستقبل قاتما. فمنح الأمن لأكثر من نصف مليون (مستوطن) يهودي يعيشون بين ثلاثة ملايين فلسطيني هي مهمة عند حدود المستحيل في الواقع الراهن”.

ويسود الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي، أي الجيش والشاباك، أنه يجب شن عدة عمليات عسكرية شبيهة بالعدوان على مخيم جنين، في بداية تموز/يوليو الماضي، بادعاء أن من شأنها أن “تغيّر الصورة وتعيد الردع المفقود”، بحسب موقع صحيفة “يسرائيل هيوم” الإلكتروني.

وتتواجد في أنحاء الضفة الغربية 23 كتيبة في الجيش الإسرائيلي، ويعمل إلى جانبهم الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية من أجل منع عمليات مسلحة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إنه الاحتلال ينفذ عمليات اغتيال في الضفة، وأن موجة العمليات الحالية هي “الأخطر منذ الانتفاضة الثانية”، وأنه “طالما أننا لا نغير شيئا فإن شيئا لن يتغير”.

Exit mobile version