كتب مبارك بيضون
لم تزل الأمور الرئاسية عالقة بين سندان الوقت ومطرقة الأزمات التي تحول دون وصول لبنان الى شاطئ الامان في ظل إقليم ملتهب جراء الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، والضربات الاسرائيلية التي خرقت الخطوط الحمراء الإيرانية، و الأوضاع الملتهبة في الداخل المحتل.
وأمام كل هذا التدهور لا حلول في الأفق بشأن انتخاب رئيسٍ للجمهورية ، وفي المعلومات فإن مصدراً مطلعًا قال أن “لا تسوية في الأفق لا داخليا ولا خارجياً، وأفاد المصدر أن الكلام مازال حول اشكالية اسم الرئيس ، ولا قناعة بالأسماء المطروحة حسب كل جهةٍ سياسية ، وهناك تقاطعات خارجية بين (قطر وفرنسا والسعودية واميركا ) التي ستعقد اجتماعها ومن الواضح أن الاسم الأكثر طرحاً هو اسم قائد الجيش جوزيف عون.
ووصفت مصادر مطلعة أجواء اللقاء الأخير بين التيار الوطني مع وفد من حزب الله الذي ضم كلٍ من المعاون السياسي حسين الخليل و وفيق صفا بأنه أنتج معياراً جديداً للتعاطي بين الطرفين ، ولم يعد يوجد ضوابط محددة للتفاهم على أي عناوين وقد أطلق سراح التيار سياسياً لخياراته وخاصةً فيما يتعلق بالموضوع الرئاسي ونهج الحكومة المتبع ، وقد بقي الطرفان على التفاهم العام الوارد في وثيقة التفاهم .
وأكد المصدر أن “الطرفين حددا الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها ومنها المقاومة والثوابت الأساسية التي لا يمكن مناقشتها، وعلى رأسها موضوع عودة النازحين السوريين الى سوريا ، وترسيم الحدود ومواكبته والحفاظ على الثوابت الوطنية واعتبار ذلك مطلب وطني لا يمكن الرهان عليه إلا ضمن مندرجات حقوقية لا يمكن التفاوض عليها أو التنازل عنها”.
مصدرٌ مطلع أكد أن” الحزب وقف جنباً الى جنب مع التيار من أجل بناء الدولة ، وكان الحزب حريص على الموافقة فيما يخص القرارات التي كان يتخذها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتي تفيد لبنان ، وتابع المصدر أن “الحزب دعم رئيس الجمهورية ميشال عون وهو غير نادم ، كما ودعم التيار الوطني الحر الذي حصل على الكثير من المواقع والوظائف في الدولة ولم يتدخل الحزب بذلك “.
ويشير المصدر الى ان اللقاء الرباعي الذي دعت اليه باريس لازال قائمًا، والذي سيجمع كل من باريس وواشنطن والدوحة والرياض، والذي سيعقد لوضع مواصفات لرئيس الجمهورية، والتي تنطبق غالبًا على قائد الجيش، لذلك شهدنا هذه الاستدارة في مواقف النائب وليد جنبلاط لجهة قبوله باسم العماد عون لرئاسة الجمهورية، بل التسويق لاسمه عند كل من الرئيس بري والبطريرك الراعي وحزب الله وباسيل والكتائب.
وعليه، تبدو الأجواء الداخلية ملبدة بغيوم الهموم المعيشية في انتظار معجزة تخلط الأوراق السياسية للوصول الى تسوية من شأنها أن تكون الخطوة الأولى في درب الألف ميل في سبيل النهوض.