محور المقاومة: اليد على الزناد.. اجتماعات الدوحة: فرصة أخيرة للديبلوماسيّة قبل الحرب الموسّعة؟
كتبت بولا مراد في “الديار”:
قالها المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين صراحة لمن التقاهم:”التعويل كبير هذه المرة على نجاح مفاوضات الدوحة لكن وفي حال فشلت فالمنطقة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات ومنها الحرب الشاملة”! هوكشتاين كما وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه ووزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي الذين زاروا بيروت تباعا حملوا رسالة واحدة متفق عليها دوليا ومفادها “الطلب من حزب الله ضبط النفس وعدم الرد على اغتيال القيادي الكبير فيه فؤاد شكر حتى انتهاء جولة المفاوضات في الدوحة كي لا يُعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حجة او مبررا لنسف مسار التفاوض ولتوسعة القتال وصولا لجر المنطقة لحرب شاملة”.
وبحسب معلومات “الديار” فان “مجمل الموفدين وبخاصة هوكشتاين ابلغوا من التقوهم في لبنان ان كبح جماح نتنياهو ليس بالامر السهل او الميسر وبالتالي المطلوب من ايران وحلفائها مساعدة المجتمع الدولي بدفع نتنياهو للتسوية لا الى الحرب المفتوحة”. لكن ما يريده المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن شيء، وما تقرره طهران وحلفاؤها شيء آخر. اذ بحسب مصادر مطلعة فان “صحيح ان ما تريده ايران وحزب الله وقف الحرب على غزة وممارسة كل الضغوط اللازمة لتحقيق ذلك سواء عسكريا او سياسيا ودبلوماسيا، لكن ذلك لا يعني الظهور بمظهر الخانع والمستسلم لارادة نتنياهو او حتى للولايات المتحدة الاميركية التي لا يثق المحور الذي تتزعمه طهران اطلاقا بها وبوعودها”.
وتشير المصادر في حديث لـ”الديار” الى ان “المحور وتأكيدا لرغبته بوقف القتال واحراج اسرائيل لوقف الحرب، لم يردّ على عمليتي اغتيال شكر كما أسماعيل هنية قبل جولة التفاوض في قطر كي لا يتم تحميله مسؤولية اجهاض هذه الجولة المصيرية قبل حصوله. لكن هذا لا يعني ان الرد لن يأتي سواء نجحت المفاوضات او فشلت”. وترجح المصادر انه “وفي حال نجحت المفاوضات ان يكون الرد موجعا ولكن ضمن ضوابط معينة، اما في حال فشلت فالرد سيكون بمستوى آخر ولا احد يعرف كيف ستكون ردة الفعل الاسرائيلية عليه”.
وتوضح المصادر ان “الكرة اليوم في ملعب نتنياهو الذي اما ينصاع لكل الضغوط التي تمارس عليه ويقبل بالتسوية الموضوعة راهنا على الطاولة اما يجر حلفاءه والمنطقة برمتها الى سيناريو قاتم لا يمكن التنبؤ بشكل نهايته”، مشددة على ان “اجتماعات الدوحة ستحدد مصير المنطقة خاصة وان محور المقاومة يعتبر اليوم انه يفاوض من موقع قوة خاصة بوضعه ورقة الرد على عمليتي الاغتيال على الطاولة، ما يوجب على نتنياهو ان يدرس جيدا خياراته”.
وتضيف المصادر: “لكن تاريخه الحافل بالمغامرات غير المحسوبة واعتباره اليوم ان هناك فرصة امامه في ظل المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة الاميركية لجر واشنطن لحرب موسعة في المنطقة، يضعاننا امام احتمالات متكافئة بين التسوية والانفجار، من دون استبعاد وفي حال فشل الجولة الجديدة من المفاوضات ان نعود الى الوضع الراهن بحيث تتواصل حرب الاستنزاف من دون الانزلاق الى الحرب الكبرى حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية وتفرغ واشنطن مجددا لحل ازمة الشرق الاوسط”. بالمحصلة، يبدو واضحا ان محور المقاومة اعطى فرصة حقيقية لاجتماعات الدوحة من دون ان يعني ذلك اي استرخاء او تراجع. فاليد حاليا على الزناد والخطط جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات المقبلة… اما الكرة ففي ملعب نتنياهو.