محور المقاومة ؛ حرب غزة من جولة الى حرب استنزاف لتحرير فلسطين.
ميخائيل عوض
مع بزوغ اول خيوط شمس العام الجديد اعاده الله باليمن والبركات والخير العميم.
ترتسم معالم سنة ذهبية مؤسسة لعرب ولإقليم جديد تنزاح فيه الغيوم الكالحة التي ظللته لقرن ونيف، فساد زمن الردة والافقار والاحتراب وتحكم اللصوص والفاسدين وتوطنت حروب التهجير والتدمير والفتن.
يبدا عامنا وملاحم البطولة ومؤشرات وارهاصات النصر التاريخي وزوال اسرائيل واضحة. وتاليا تتوفر ظروف لتمكن محور المقاومة من ريادة مستقبل المنطقة وانتظامها على وئام وتوافق وسلام وعمران.
والاكثر اهمية ان يضع محور المقاومة وعده بالحرب الكبرى الجارية ويجعل منها حرب تحرير فلسطين موضع الانفاذ العملي فقد توفرت الشروط والفرص والبيئات والذرائع على جميع المستويات والابعاد.
فاليمن مشتبك وسيهزم امريكا وحلفها البحري العالمي ويفرض سطوته على البحر الاحمر والعربي ويستمر قوة فاعلة في الحرب الكبرى الجارية، ويضرب جنوب فلسطين وعصب الاقتصاد الاسرائيلي وفي متناوله مفاعل ديمونا، ومواقع وقواعد استراتيجية لإسرائيل في فلسطين ودول البحر الاحمر.
غزة طبشت وهشمت واعجزت قوات النخبة وعصب الجيش الدولة الإسرائيلية بتدميرها اربع فرق والوية النخبة في ازقتها وشوارعها وارضها المقدسة .
المقاومة في جنوب لبنان كسرت كل قواعد الاشتباك وهجرت ٢٥٠ الف اسرائيلي من الشمال وطورت أدائها واستخدمت منظومات سلاح فعاله وجديدة، وحولت الجيش الإسرائيلي في الشمال الى كراكوز والعوبة بيدها، وكذا جعلت من نتنياهو وليبرمان وغالانت اطفال يلهون بالتصريحات العنترية لتطمين انفسهم والمستوطنين المتوجسين حتى الارتجاف من قوة الرضوان والزحف الى القدس.
المقاومة العراقية السورية تزيد من وتائر استهداف القواعد الامريكية تبعا للحاجة والرد على الاعتداءات الامريكية وتبقي يدها العليا وفي يدها المبادرة والمفاجآت وتزيد من استعداداتها وعدتها تحسبا لساعة القرار بطرد القواعد وتصفية الوجود الامريكي الاطلسي في سورية والعراق فوعد السيد حسن نصرالله بهزيمة وطرد امريكا وحلفها من سورية والعراق قائما ثأرا لقاسم سليماني ورفاقه وقد تكون الذكرى الرابعة مناسبة نوعية.
وبتحقيق وعد السيد؛ بان طرد الامريكي قد يجعل تحرير فلسطين ايسر وبلا حرب يوم القيامة والتدمير والزمن يجري فحرب تحرير فلسطين على قدم وساق.
والجولان السوري في حالة اشتباك وتامين واستعداد لساعة الصفر.
الضفة في حرب حقيقية، والتطرف الإسرائيلي سلح ٢٥٠ الف من المستوطنين العتاة والمتطرفين وسيموريتش وبن غفير قررا الثائر لهزيمة غزة بتحويل الضفة الى بركة دماء وفلسطيني ال٤٨ ومحور المقاومة يستعدون لنصرة الضفة والالتزام بانتصارها مهما كان الثمن واي كانت مسارات الحرب.
غزة تتحفز لقطف ثمار وحصاد زرعها الوافر من الارواح والدماء والعمران ومن الابداعات والتقانة العسكرية غير المسبوقة في طوفان الاقصى وفي حرب الدفاع عن غزة وهزيمة الجيش البري الاسرائيلي الاداة الوحيدة الباقية بحوزة الكيان التي كان يعتد ويهدد ويتوعد بها. وقد تتجلي هزيمة اسرائيل المذلة بقبول شروط القسام لوقف النار وتبادل الاسرى دفعة واحدة او اذا عجزت اسرائيل عن دفع الثمن ولاذت بما تسميه المرحلة الثالثة والتي ستعني وقوع إسرائيل بقدميها في المصيدة الاستراتيجية وتأمينها شروط وذرائع استمرار الحرب واتخاذها صفة حرب الاستنزاف لتبقى غزة مشتبكة ومعها الساحات الفلسطينية التي توحدت والجبهات العربية والاسلامية للتي اشتبكت واشغلت وتناصر وتستمر والمطلوب ان تدخل في التزاماتها حماية الضفة وفلسطيني ال٤٨ وتامين انتصارهم، على ما التزمته لغزة وحماس.
وكل هذا سيطلق ثورة شعبية مسلحة في الضفة وال٤٨ حيث مقتل اسرائيل ونهايتها وعجزها عن البقاء والاستمرار ليصدق وعد غالانت: اذا هزمنا فلا مكان لنا في هذه المنطقة.
والواقع ومساراته وما بلغته الحرب وتجلياتها تجزم وتقطع بان ظروف وشروط وبيئات وموجبات خوض الحرب الكبرى التي وعد بها السيد حسن نصرالله وعرفها بحرب تحرير فلسطين باتت موفورة وجاهزة وتستوجب من محور المقاومة اشهارها واعتمادها والاستمرار في حرب الاستنزاف وتفاعل الجبهات حتى انجاز التحرير الكامل.
هل يتخلف المحور ويخطئ فتتحكم به مقولة حرب الجولات وترصيد النقاط…؟؟ ربما قد تراود البعض فيه او على هامشه وتغرية مقولة حرب الجولات والنقاط ويتخلف عن المواكبة فيخسر الفرصة التي لا تعوض، الا ان المؤشرات والمعطيات تقدم دلالات قطعية على ضمور وتراجع هذا الاحتمال وانحسار دعاته ومريديه لأسبابهم وغاياتهم.
ومن الادلة التي تجعلنا تقطع ان المحور سيستثمر الفرصة المتاحة ويبادر لتحويل الحرب من جولة فرضتها عنوة عملية طوفان الاقصى العجائبية الى حرب التحرير نستعرض منها الاتي؛
– قرار السيد نصرالله زف الشهداء على طريق القدس.
– كسر قواعد الاشتباك وفتح الجبهة للفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى اللبنانية للمشاركة، واعطاء حماس الموافقة على اعلان تشكيل طلائع طوفان الاقصى.
– تشغيل الجبهة على طول الحدود وادخال اسلحة واعتماد تكتيكات جديدة وارسال المسيرات الانتحارية الى عمق فلسطين، واشهار امتلاكه لسلاح الدفاع الجوي المتطور وانذار الاساطيل الامريكية والاطلسية بامتلاك العدة اللازمة للتعامل معها وردعها.
ما يتقدم ينبئنا ان السيد قرر انها الحرب الاخيرة وستستمر بوتائر مضبوطة حتى انهاك اسرائيل وتمكين غزة من الانتصار ورفع منسوب الالتزام لتمكين الضفة وفلسطين ٤٨ من انجاز النصر والمحور وايران منذ فتوى الخامنئي ٢٠١٨ بتسليح الضفة يعملون ليل نهار وما الاعلانات الاردنية عن ضبط شحنات سلاح وصواريخ الا وقائع قاطعة على الجدية والالتزام.
جبهات المساندة الاخرى ايضا تبلي وتضرب وتوسع دائرة اسنادها وما ارسال المقاومة العراقية طائرات مسيرة عبر المتوسط لاستهداف منصات الغاز في حقل كاريش الا دليل وواقعات عن الجدية والقدرة وقرار الاستمرار، وفي ذات السياق قصف الجولان بالصواريخ والمسيرات واعلان القوى العراقية مسؤوليتها وتوجيه المسيرات الى ام الرشراش من العراق ايضا تصب في نفس الاتجاه.
التصعيد ضد القواعد الأمريكية وتكثيف القصف ونوعية الصواريخ المستخدمة تفيد بان الحرب جارية ومستمرة وقواعدها الاستنزاف وزيادة مناسيبه.
من اليمن خبر اليقين فقد وضع الحوثين تهديداتهم موضع التنفيذ ويصعدون وقد وافتهم الفرصة والذريعة للاشتباك مع الامريكي واساطيله وحشوده، ما يؤكد ان الجبهات الموحدة والقرار حسم بانها الفرصة التاريخية لتحويل جولة طوفان الاقصى وحرب غزة الى حرب استنزاف مفتوحة الجبهات حتى انجاز مهمة تحرير فلسطين التي وعد بها السيد نصرالله وجزم بانها قريبة وقريبه جدا.
من غير المنطقي ان يتخلى محور المقاومة عن الفرصة لتحويل الجولة الى حرب التحرير وقد فرضت الحرب الكبرى نفسها وهي جارية وقد شرعت وحدة الساحات ووحدة الجبهات والجبهات لم تستخدم بعد٥% من عناصر قوتها وقدراتها وليس من الوعي او المنطقي التذرع بحرب الجولات او اطالة المعاناة وترك اسرائيل قائمة وعابثه في العرب والاقليم.
والظروف والتحولات العربية في الشارع والنظم توفر فرصة، كما الراي العام العالمي، ودنو زمن الانتخابات الامريكية واعلان الادارة بدء سخب قوتها البحرية واعادتها الى قواعدها ما يبشر بانها ادركت المخاطر وربما قررت الا تنجر لمغامرات وحماقة نتنياهو الذي يقامر بإسرائيل.
لقد نضجت كل الظروف وتوفر افضل الفرص والخرب جارية فلا بد من تطويرها الى خرب استنزاف وتحرير فلسطين.