محمد عفيف شهيداً على طريق الحقيقة
كتب كمال ذبيان في “الديار”:
تعود معرفتي بالحاج الشهيد محمد عفيف، الى مطلع تسعينات القرن الماضي، من موقعي المهني الصحافي وهو كمسؤول اعلامي في حزب الله، وتوطدت بعد ان كنا نلتقي كممثلين عن وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، انا بصفتي مديرا للاخبار والبرامج السياسية في تلفزيون “كيليكيا”، الذي كان احدى مؤسسات شركة “النهضة” التي يرأسها الاستاذ شارل ايوب، والحاج محمد ممثلاً لتلفزيون “المنار”، وتوالت اللقاءات بمناسبات اعلامية او اجتماعية، او في التواصل لطرح اسئلة عليه حول موضوع معين، لجمع معلومات والحصول على موقف لحزب الله، فكان دائماً متجاوباً وصريحاً مع كل من اتصل او التقى به، لتظهر شخصية محمد عفيف الدمثة، ورجل الاخلاق والتواضع، وصاحب ميزة لشخص محب وصادق وودود.
فخلال مسيرته الاعلامية في حزب الله، استطاع هذا المسؤول ان يبني علاقات صداقة مع الكثير من الاعلاميين التي بنيت على الاحترام للرأي والرأي الآخر، فلم يقفل بابه امام اي صحافي واعلامي وباحث سياسي في لبنان والعالم العربي والعالم، فبات اسمه حاضراً في كل مكان اعلامي وسياسي، لانه اعتمد الموضوعية في نقل الاحداث، وهذه سمة من سماته، فلم يكن يبالغ او يقول غير الحقيقة، وهو كان قليل الاطلالات الاعلامية، قبل الحرب “الاسرائيلية” المدمرة على غزة ولبنان، فكان لسيد الكلمة الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، خطاب الفصل.
ومع بدء الحرب على لبنان، وبعد استشهاد السيد نصرالله، عقد الشهيد محمد اربعة مؤتمرات صحافية، ليرد فيها على اكاذيب واضاليل وتشكيك، حول حزب الله وسير المعارك العسكرية، فلم يكترث لتهديدات العدو الاسرائيلي، وقرر ان يرتقي شهيداً ويلتقي السيد نصرالله.
ان الشهيد محمد عفيف سيترك فراغاً في العمل الاعلامي لحزب الله واستشهد معه اربعة مساعدين من اخوانه، فاستطاع العدو الاسرائيلي ان يصل الى هدفه باغتيال عفيف، فالحقه بمن سبقه من قادة في حزب الله، الذي حضّر البدائل، وهذا ما فعله بعد استشهاد السيد نصرالله وبعده الشهيد السيد هاشم صفي الدين، وقادة عسكريين وميدانيين، فتمكن حزب الله من اعادة بناء هيكله التنظيمي بانتخاب الشيخ نعيم قاسم اميناً عاماً للحزب .
رحل محمد عفيف، لكنه ترك ارثاً اعلامياً ورسخ حقائق، سيسير عليها من سيخلفه في مسؤولية وحدة العلاقات الاعلامية في حزب الله لمسيرة اعلامية تمتد على اربعة عقود.