دعا مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي إلى محاضرة للدكتور محمد نور الدين الباحث والمتخصص في الشأن التركي، تحت عنوان: «تركيا إلى أين؟ بين التطورات الداخلية والتحديات الخارجية»، ولبّى الدعوة حشد من الفعاليات الدينية والأكاديمية والإعلامية والاجتماعية والثقافية.
في البداية، رحب الدكتور قاسم قصير بالدكتور نور الدين وقال إنّه من أوائل الباحثين العرب الذين واكبوا التجربة التركية، وتأتي استضافته في هذه المحاضرة انطلاقًا من أهمية الدور التركي في المنطقة ولا سيما بعد سقوط النظام السابق في سوريا.
وتابع قصير: «هناك انقسام بين من هو مع تركيا ومن هو ضدها؛ وليس هدفنا من محاضرة اليوم الحكم على الدور التركي سلبًا أو إيجابًا، بل هو معرفة ما الذي يجري في تركيا على المستوى الداخلي والخارجي وما هي هواجس المشروع الأميركي الإسرائيلي وهل ستكون هناك مواجهة تركية اسرائيلية؟».
من جهته، الدكتور محمد نور الدين قدم نبذة عن شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فاز بشكل غير مسبوق في كل الانتخابات، واصفًا إياه بأنه شخصٌ لا يقبل الهزيمة أبدًا، ومن أجل ذلك عام 2019 حين فاز أكرم إمام أوغلو في الانتخابات البلدية رفضت اللجنة العليا النتيجة، وأعيد الفرز مرتين، ومن ثم أعيدت الانتخابات كلها لأن النتيجة لم تتغير بل فاز أوغلو بنسبة أكبر، وقد صرح حينها بأن إعادة الانتخابات كانت حماقة، فكان الرد أن رُفعت دعوى قضائية ضده وما تزال قائمة حتى الآن وهدف أردوغان من وراء ذلك إلى “فرملة” ترشح أوغلو للانتخابات الرئاسية.
كما تحدث نور الدين عن الأطلسية العثمانية التي هي سمة حزب العدالة والتنمية، وهذا الواقع هو الذي جعل أردوغان يتعامل مع سوريا على أنها شأن تركي داخلي، وأن ينحاز إلى المعارضة السورية ويدعمها.
وفي ما يرتبط بالعلاقة بين تركيا أردوغان والمقاومة، بيّن نور الدين أنّ الموقف التركي لا يلتقي مع المقاومة ولا مع محورها أبدًا وأعطى مثالًا أنه حين استشهد السيد حسن نصر الله نشرت احدى الصحف التركية: «فرحنا لأن نصر الله قُتل وأُصبنا بالحزن لأنه قُتل على يد الإسرائيلي».
وتابع بأنه بعد الضربات التي أصيب بها محور المقاومة كان إسقاط النظام السوري من أهم الجوائز التي كافأ بها الأميركي تركيا.
واستعرض الدكتور نور الدين اهم التحديات التي تواجهها تركيا اليوم داخليا وخارجيا سواء على الصعيد الاقتصادي او على صعيد العلاقة مع المعارضة ومع الاكراد ورغم المبادرة التي اطلقت للمصالحة مع الاكراد فإن هناك عقبات كثيرة تواجهها.
وعرض نور الدين لعلاقة تركيا مع الاخوان المسلمين طيلة السنوات الأخيرة وأن هذه العلاقة لم تخدم تيار الإخوان المسلمين في المنطقة رغم احتضان تركيا لقيادات الإخوان وكذلك العلاقات التركية الإسرائيلية والتي استمرت رغم معركة طوفان الاقصىى والمواقف التركية العالية ضد إسرائيل.
وفي الخلاصه اعتبر نور الدين ان تعاظم الدور التركي في المنطقة سيواجه تحديات كثيرة وان العديد من الدول العربية ليست مرتاحة لهذا الدور مما قد يحول سوريا الى ساحة للمواجهة رغم انه اكد اهمية الحوار والتعاون التركي العربي الايراني ولكنه استبعد تحقيق تقدم في هذا المجال .
وفي الختام، كانت هناك مداخلات متعددة للحاضرين وأسئلة أجاب عنها نور الدين.