مبارك بيضون: إسرائيل في حالة قلق وجودي و المساكنة سقطت نهائياً

مبارك بيضون: إسرائيل في حالة قلق وجودي و المساكنة سقطت نهائياً

 

قال مدير مركز بيروت للأخبار مبارك بيضون في مقابلة اليوم أن ما يجري اليوم هو سقوط مدوٍّ لكل المعايير التي من شأنها ضبط الإيقاع في المنطقة، سواء على مستوى القوانين الدولية أو القرارات الأممية، والتي لطالما شكلت مرجعًا لتنظيم الصراعات وضبط النزاعات.

وأضاف إن السابع من أكتوبر شكل نقطة تحول مفصلية، إذ لم يعد بالإمكان العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقًا، فقد انهارت كل التوازنات، وأصبحت إسرائيل اليوم تشعر بتهديد حقيقي على وجودها.

وأضاف أن المشهد الحالي يعكس مساعي إسرائيلية لإعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة، عبر التصعيد المستمر سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، الأمر الذي يعزز حالة عدم السيطرة على مختلف المحاور، ويفتح الباب أمام احتمالات واسعة، قد يكون من بينها عودة الإسناد من جديد إلى جبهات المقاومة.

وتابع قائلاً إن إسرائيل، في ظل هذه المخاوف، تسعى إلى تنفيذ خطة توسعية تمتد إلى الأراضي السورية، وتحديدًا نحو القنيطرة والمناطق المحاذية والقريبة من دمشق، حيث تكثف عمليات القصف اليومي بهدف تدمير الترسانة العسكرية الموجودة هناك، ومنع أي تهديد قد ينطلق من هذه الجبهة في المستقبل.

وأشار إلى أن هذا التصعيد لا يقتصر على سوريا فحسب، بل يشمل أيضًا لبنان، حيث تواصل إسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية من خلال بقاء قواتها في خمس نقاط حدودية، في خروقات واضحة تهدف إلى فرض واقع جديد يخدم مخططاتها العسكرية والاستراتيجية.

وأردف قائلاً إن كل هذه الخروقات تأتي في سياق ترتيبات عسكرية وأمنية تعكس حالة القلق المتزايد داخل الكيان الصهيوني، خاصة في ظل المعطيات الحالية التي تشير إلى استحالة العودة إلى أي من الاتفاقات السابقة، سواء كانت دولية أو إقليمية.

واختتم بالقول إن هذه الاتفاقات كانت قائمة على مبدأ “المساكنة”، أي التعايش بحدود معينة وفق تفاهمات غير رسمية، إلا أن هذه المساكنة سقطت تمامًا بفعل التصعيد الإسرائيلي المستمر، والذي تجسد في الاعتداءات الوحشية والجرائم التي يرتكبها العدو بشكل يومي، مما يجعل من المستحيل إعادة إحياء تلك الاتفاقات أو الرهان عليها مجددًا.

Exit mobile version