كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
رغم أنَّ زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم تخرق الجمود المهيمن على المشهد الرئاسي في البلد، إلّا أنَّ المساعي لا تزال مستمرّة على خط إنجاز الاستحقاق في أقرب وقت ممكن، فالجهود تكثفت على خط الأزمة خاصةً بعد الزيارتين اللتين قامَ بهما الرئيس وليد جنبلاط إلى كلّ من فرنسا وقطر، حيث لمست هذه الدول قلق جنبلاط من تداعيات تطوّرات المنطقة على لبنان، وحرصه المستمر منذ بداية أزمة الشغور على حصول توافق يفتح الطريق أمام تسوية تفضي بانتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق مسار الإصلاحات لبقاء البلد ومؤسساته.
وسط هذه الأجواء، وفي سياق متابعته الحثيثة للملف الرئاسي من كافة جوانبه، كشفت مصادر سياسية لـ”الأنباء” الإلكترونية عن تحرك جديد للحزب التقدمي الإشتراكي، يتمثّل بإطلاق دينامية جديدة هادفة لإيجاد ارضية مشتركة بين القوى السياسية والكتل النيابية يمكن البناء عليها وايضاً لإقناع القوى الرافضة للحوار بالذهاب إلى صيغة مقبولة بغية خلق ظروف محلية لانتخاب رئيس للجمهورية، وملاقاة مساعي اللجنة الخماسية.
المصادر لفتت إلى أنَّ ما يحضر من افكار سوف سيترجم بسلسلة اتصالات و لقاءات ستجريها كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط مع القوى السياسية المعنية، لفتح قنوات التواصل بين الجميع.
ولفتت المصادر الى أن اللقاءات والاتصالات ستشمل مختلف القوى السياسية وذلك في محاولة لردم الهوة في المواقف، والتوصّل إلى حلّ وسطي يسمح للبنان بالنفاذ من أزمة الرئاسة التي ترمي بثقلها على كاهل البلد، في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمرّ على الجنوب والتهالك في المؤسسات.
وذكرت المصادر أنَّ “هذا الحراك يأتي استكمالاً للمسعى الذي كان بدأه الرئيس وليد جنبلاط قبل الشغور الرئاسي في آب ٢٠٢٢، وجولة اللقاءات التي أجراها النائب تيمور جنبلاط”، مؤكدةً أنَّ “الحزب سيبذل جهده من موقع المسؤولية والحرص على خط تحريك عجلة الملف الرئاسي في الأيام المُقبلة، آملاً أن يلاقي التجاوب حرصاً على مصلحة البلد”.
ففيما يمرّ لبنان في أحلك الظروف على الأصعدة كافة، يبقى الحوار الذي دعا إليه جنبلاط و”التقدمي” منذ بداية الشغور الرئاسي المدخل الأساسي لحلّ معضلة الرئاسة، وانتظام عمل المؤسسات الطريق الوحيد نحو إنقاذ البلد.