كتبت جريدة “الأخبار”:
وصل وفد إسرائيلي أمني رفيع، إلى القاهرة، أمس، لعقد مباحثات متجدّدة تضمّ إلى جانبه، وفدين: أميركي ومصري. وضمّ الوفد الإسرائيلي، رئيسي «الشاباك» رونين بار، و«الموساد» ديفيد برنيع، ورئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال، الجنرال إليعازر توليدانو. كما وصل عن الأميركيين، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك. أما عن المصريين، فيقود الفريق المفاوض، رئيس «المخابرات العامة»، عباس كامل. وتدور هذه الاجتماعات حول «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح، بشكل خاص؛ ولذا، تُعتبر مصر طرفاً مفاوضاً فيها، وليست وسيطاً فقط، إذ إن المسألة تدور حول حدودها ومعبر برّي يربط أراضيها بأراضي قطاع غزة؛ كما أن التواجد والتحرك العسكرييْن هناك، تحكمهما اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر والعدو، والذي طلب الأخير منذ أيام إدخال تعديلات عليها، تسمح بتواجد عسكري إسرائيلي أكبر في المنطقة الحدودية، وهو ما رفضته القاهرة.
وبحسب ما نقله موقع «أكسيوس» عن مصادر مطّلعة، فإن «المسؤولين الإسرائيليين وصلوا إلى القاهرة، ومعهم خريطة محدّثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا». وأوضحت المصادر أن «الخريطة تُظهر انخفاضاً في عدد قوات الجيش، لكن الأخيرة لا تزال منتشرة في الممر بأكمله». كما جرى الحديث عن أن «إسرائيل اقترحت وضع 8 أبراج مراقبة على طول الحدود مع مصر، فيما اقترح الأميركيون تقليص عددها إلى 2، لكنّ المصريين رفضوا المقترحين على حدّ السواء». وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مصريين قولهم إن «القاهرة تسعى للحصول على ضمانات أميركية بأنه حتى لو غادرت إسرائيل ممرّ فيلادلفيا في المرحلة الأولى لأي اتفاق، فإنها لن تعود في المراحل اللاحقة إذا تعثّرت العملية».على أنه يجدر التمييز بين هذه المباحثات المحدودة، وبين «قمة المفاوضات» التي عُقدت جولة منها في الدوحة الأسبوع الفائت، ومن المتوقّع أن تُعقد جولة أخرى منها خلال الأيام المقبلة في القاهرة (الأحد على ما يُرجَّح). وبينما انحصرت مفاوضات الأمس بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، ستضمّ «قمة المفاوضات» الثانية القطريين أيضاً، فيما سيجري إطلاع حركة «حماس» على مجرياتها، وسيؤخذ بمواقفها وملاحظاتها، على غرار ما جرى في الدوحة. وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، فإنه «إلى أن يتمّ افتتاح جولة مفاوضات القاهرة الأحد المقبل، ستعمل الطواقم الإسرائيلية مع طواقم الدول الوسيطة لمحاولة تقليص الفجوات (…) وبالإضافة إلى ذلك، تتمّ ممارسة قدر كبير من الضغوط على حماس من قبل عدة جهات، لدفعها للانضمام إلى طاولة المفاوضات في العاصمة المصرية».
وبينما كان الحديث، أمس، يدور حول مقترح جديد تبنّاه الوسطاء، وخصوصاً الأميركيين، حول نشر «قوات دولية» في محوري «فيلادلفيا» و«نتساريم»، إضافة إلى معبر رفح الحدودي، لفترة محدودة ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، خرج مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، لينفي، في بيانين منفصلين، أي حديث عن استعداد إسرائيل لسحب قواتها من «فيلادلفيا»، مضيفاً أن «الحديث عن بحث نشر قوات دولية في المحور غير صحيح، ونتنياهو متمسّك بسيطرة إسرائيل على المنطقة». وجاء ذلك على رغم ما كشفه موقع «أكسيوس» الأميركي، عن أن «الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغ نتنياهو في اتصاله به أول من أمس، أنه يتوقّع مرونة إسرائيلية بشأن ممرّ فيلادلفيا». ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين إشارتهم إلى أن «المحادثات في القاهرة تهدف إلى إزالة آخر العقبات أمام التوصّل إلى اتفاق». ومن جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر قولها إن «العائق الرئيسي في محادثات الصفقة، هو رفض نتنياهو سحب القوات من محور فيلادلفيا»، فيما نصحت هذه المصادر «بخفض سقف التوقعات في ما يتعلق بإمكانية إبرام صفقة تبادل».