أمريكا داعمة لإسرائيل… والشعوب تلتف حول المقاومة

كتب مبارك بيضون

كتب مبارك بيضون

ما يجري اليوم في ساحة الحرب ما هو إلا مراوغة ومحاولة لإطالة أمدها من أجل كسب الوقت، علها تستطيع حكومة نتنياهو من أن تحصل على تنازلات من المقاومة الفلسطينية من أجل تبادل الأسرى، ليعتبر بشكل ما أنها قد كسبت جولة من خلال ممارسة الضغوط على القطاع خاصة في موضوع تجويع المدنيين وقصفهم وتدمير ما تبقى من بنية تحتية لديهم، وذلك بهدف الوصول الى إجبار حماس على الموافقة على شروط الجيش الإسرائيلي، لإنهاء الحرب.

أما ما يقال عن موضوع المفاوضات فهي مفاوضات لا طعم لها ولا لون، طالما تستعمل واشنطن حق الفيتو في مجلس الأمن، ولو كانت تريد وقف الحرب لوافقت على ما طرح في مجلس الأمن من مبادرة جزائرية، لذلك لا صوت يعلو على صوت أمريكا، وكل حل يكون بعيدًا عن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية سيكون هباء منثورا، لأنها هي الوحيدة التي تستطيع الضغط على إسرائيل بسبب أنها المعنية بشكل مباشر بما يحصل على القطاع، وذلك أن إسرائيل ما استطاعت اكمال الحرب والصمود أمام محور المقاومة لولا الدعم الأمريكي المباشر، من أسلحة وأموال وكل مستلزمات الحرب.

في حين ترى بعض المصادر أنه من المهم جدا الذهاب نحو مفاوضات فلسطينية داخلية بين حماس ومنظمة التحرير، من أجل تكوين ثنائي وطني متفاهم حول كل القضايا بعد انتهاء الحرب على غزة، وذلك لتأمين انخراط حماس داخل الشرعية الفلسطينية ليكمل هذا المجتمع بعضه بعضا لمواجهة هذه الأزمة التي تعاني منها السياسة الفلسطينية منذ العام 2007. 

من هنا يرى مراقبون ضرورة الاستفادة مما يجري في العالم من حركة للشعوب ضد ما تقوم به إسرائيل بصورة عينية تتمثل بحركة شعبية في الشارع العربي والغربي المناهض لكل ما يجري على غزة، عبر المطالبة بوقف إطلاق نار فوري دون أي قيود او شروط،  والذهاب إلى هدنة إنسانية من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع الذي بات يعاني من الجوع والعطش بأطفاله ونسائه وشيوخه وكباره وصغاره.

وتشير بعض المصادر الى أهمية ما يجري في أروقة محكمة العدل الدولية، وان لم تستطع هذه المحكمة حتى اليوم بوقف الحرب على غزة، إنما أهميتها تكمن في التأثير على بعض المؤسسات الدولي والحقوقية غير الرسمية، ولكنها فاعلة على مستوى المجتمعات والكتل المجتمعية المناهضة لإسرائيل، والتي تستطيع التأثير على حركة الشعوب وحركة الأحرار في العالم، حيث شهدت هذه المحكمة عدد من اللقاءات لممثلي الدول من جميع أقطاب العالم، وهي ما زالت في انعقاد دائم ومستمر لوقف العدوان على غزة، مع تأثيرها المباشر على مجريات السياسة العالمية والإقليمية. حيث أصبحت بعض الدول على قناعة تامة بأن إسرائيل على ثقة مما تقوم به ماهو الا جرائم حرب.

وهناك محاولة أخيرة لتأكيد مصداقية محكمة العدل الدولية في لاهاي المنعقدة في هذه الأيام لتتخذ قرارات لتدين إسرائيل بإدانة فاعلة تجبر الإسرائيليين على وقف إطلاق الناروالانسحاب من غزة دون قيد أو شرط.بسبب ما نرى من مجازر وفظائع يرتكبها الجيش الإسرائيلي.

كما تؤكد وسائل الإعلام الصهيونية انهم أصيبوا بحالة من العمى داخل الكيان، وهناك اضطرابات أمنية ونزاعات داخلية بسبب الخلافات بالرأي داخل الكابينت  الإسرائيلي، خاصة أن هذه الخلافات تعود الى مرحلة ما قبل السابع من تشرين.

في المحصلة يبدو أن المقاومة في غزة ومن خلفها محور المقاومة صامدة أمام آلة الحرب الاسرائيلية المدعومة من واشنطن، الى أن يحين الأذن الأمريكي لوقف الحرب، وأن يسمح سيد البيت الأبيض بوقف الهجوم الهمجي على المدنيين في القطاع المحاصر.

Exit mobile version