مارسيل غانم.. “صار الوقت” ترجع لأصلك
كتب: محمد جابر:
من يتابع الاعلامي مارسيل غانم في برنامجه “صار الوقت” عبر شاشة “MTV”، سيصاب بدهشة كبيرة نظرا لتراجع الإعلامي الذي يصنف أولا في لبنان، وتحول برنامجه الى ساعات من الجدلية التي لا طائلة لها، اضافة الى الشخصانية التي جعلت من البرنامج منبرا للتهجم من هنا أو هناك، دون أي منطق أو مقاس.
من كان يتابع مارسيل غانم في الماضي، كان يحسد ذاك الرجل القادر على ابعاد نفسه من المستنقعات والزواريب السياسية، كان من الصعب علينا أن نعرف انتمائه السياسي، كان صديقا مقربا من الجميع، لا عداوات له مع أحد، ولكن اليوم كل شيء تغير، بحيث أصبح مارسيل غانم وبرنامجه محطة للدفاع عن من يريد مناصارتهم سواء كانوا على حق أو على باطل، والتهجم على من يختلف معهم، ووضع كل الموبقات لديهم، وكأن اسم البرنامج تغير وأصبح “صار الوقت تمشوا مع مارسيل”.
في حلقته الأخيرة صب كل غضبه على “كلنا ارادة” والنواب الذين يسيرون معها، حمل بعض الاوراق معلنا انها ملفات، حتى تخيل بعضنا أن مشكلة كل لبنان هي في “كلنا ارادة”، وعلى نفس المنوال كانت الحملة على الوزير السابق طارق متري، ومن الممكن غدا اختيار اي سياسي وتوجيه التهم له، فقط لأنه “ما في كيميا بينه وبين مارسيل”.
لقد تحول البرنامج الذي كان الأول في لبنان الى مهرجان شتائم وتهجمات، ومقدمة للحلقة تبخ كل أنواع السموم يمينا وشمالا، لدرجة أن الكثر منا تراجع حماسهم لمتابعة البرنامج والاستماع إلى سيموفنية صاحبه المتكررة، اضافة إلى أن الكثير من الشخصيات والجماهير قاطعت البرنامج والمقدم ومعه المحطة.
نطلب من مارسيل غانم “يرجع لأصله”، لا ننكر أنه من أنجح الاعلاميين لبرامج “التوك شو” السياسي في لبنان والعالم العربي، ولأننا نريد له الاستمرار في النجاح، ليته يعود بنا الى زمنه الأول، حيث كنا ننتظر حلقاته وضيوفه، أما اليوم فإننا ننتظر كل خميس “حتى نعرف دور مين بالشتم”، “صار الوقت” يا مارسيل أن تعود لأصلك، فالكيدية بالتعاطي مع الضيوف لا تنفع، من حقك أن تختار صبغة سياسية لبرنامجك، ولكن عليك أن تدرك عندها أنك ستخسر الكثير من الذين أحبوك.