موقع “لبنان 24”
الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عمر معربوني يتحدث لـ”لبنان24″ عن عملية سيف باشان الاسرائيلية في سورية .
ويقول هي مملكة يهودية بخلفية توراتية تمتد من قمم جبل الشيخ نزولا تحت سفوحه ومروراً بسهل حوران ووصولاً حتى التن ، وهذا كله يؤكد أن إسرائيل تتجه للسيطرة المباشرة وليس فقط السيطرة النارية على هذه المنطقة .
إن الهدف من العمليات الإسرائيلية، بحسب معربوني، العمل من قبل تل أبيب على السيطرة على ممر داوود وهو جزء من المخططات الإسرائيلية التاريخية، وهو ممر جغرافي يربط الجنوب السوري بشمال شرق سوريا حيث السيطرة الكردية – الأميركية راهناً بعرض يتراوح تقريبا بين 50 إلى 100 كلم ما يعني السيطرة على مساحات واسعة من البادية السورية حتى الحدود السورية الأردنية من الشرق وعلى خط الحدود السورية – العراقية بشكل كامل.
يريد نتنياهو تحقيق نصف مشروع إسرائيل الكبرى، فضلا عن أنه يريد أهداف جيوسياسية من شأنها أن تمنع أي عمليات ربط بين سوريا والعراق فضلا عن أهداف اقتصادية، فإسرائيل حالياً تسيطر على منابع المياه في جبل الشيخ وعلى حوض اليرموك حيث الثروة المائية الأساسية في جنوب سوريا وتطمح في الوصول إلى المنطقة الأكثر أهمية في سوريا والتي تتواجد فيها الأراضي الاستراتيجية الزراعية والنفط حيث تسيطر قسد.
وليس بعيداً يتحدث معربوني عن اهتمام إسرائيل بأراضي السيليكون التي تقع بين دير الزور -البوكمال خصوصاً وأن هناك معلومات تشير إلى أن نقاوة السيليكون السوري والتي تبلغ الـ79في المئة تتجاوز الموجود حاليا في العالم والذي تصل نقاوته الى 37 في المئة .
تتجه إسرائيل اليوم لرسم خارطة جديدة لسوريا، ولا توجد حتى الان مؤشرات توحي أن هناك قوة قد تمنعها من تنفيذ مخططاتها، فهي تعمل اليوم، بحسب معربوني، على موضوع الأقليات سواء الدرزية أو الكردية أو حتى العلوية، ولذلك فإن مسألة التقسيم باتت واضحة بشكل كبير على الرغم من الكلام الصادر عن الإدارة السورية الجديدة بأن لا تقسيم لسوريا بأي شكل، ولا فيدرالية، فإسرائيل التي استخدمت ورقة الأقليات تاريخيا تعود اليوم مجدداً لتستخدمها وبالتالي فإن سوريا أمام مخاطر كبيرة، وكذلك الأمر بالنسبة الى لبنان لأن تنفيذ الخطط الإسرائيلية في سوريا يعني تطويقه بشكل كامل وقطع أي علاقة له بالعالم العربي، مع إشارة معربوني إلى أن التهديدات الإسرائيلية تطال الأردن والعراق وهذا يستدعي تحركاً عربياً جدياً لأن تل أبيب لم تخف أطماعها بالمملكة العربية السعودية .