كتب ميشال نصر في “الديار”:
خطف مثلث كليمنصو – بكفيا – بنشعي، أنظار المهتمين بالملف الرئاسي، وبمسار ومصير جلسة التاسع من كانون الثاني، سواء داخليا او خارجيا، حيث كثرت التحليلات والتأويلات والسيناريوهات، حول خلفيات مواقف كل من الاضلع الثلاثة. وحدها واشنطن بوجهها الجمهوري كانت “تضحك بعبها”، وكأن شيئا لم يكن، فساعة الاستحقاق لم تحن، وبالتالي كلمة السر لم تصدر بعد.
في كل الاحوال، ايا كانت القراءات والخلفيات، فقد اجمعت كلها على ان “البحصات الثلاث” حركت المياه الرئاسية، “فتعوكر” المشهد واختلط حابله بنابله، بين ذاك الذي قرأ اتجاها لمزيد من التعقيد، مع رد “التيار الوطني الحر” الذي نقل المعركة الى مكان احرج الاطراف المسيحية الاخرى ومعها بكركي، وبين من رأى ان “انتينات البيك” التقطت ذبذبات ما، فسارعت الى البث عبر موجتها.
وتشير المصادر الى ان التمعن في تشريح بيان “اللقاء الديموقراطي”، الذي لم يكن كل نواب التكتل في اجوائه، على الاقل حتى ما قبل ظهر امس، يحمله الكثير، خصوصا لجهة ايراده عبارة”مرشحنا لجلسة التاسع من كانون الثاني”، وهو بيت قصيد الكثيرين، فهل يعني ذلك ان العماد جوزاف عون هو مرشح “اللقاء الديموقراطي” لجلسة التاسع من كانون فقط؟ وعليه، ماذا بعد، في حال لم يخرج الدخان الابيض من ساحة النجمة في ذاك اليوم؟ والاهم من ذلك كله لملعب من رمى “البيك طابته”؟ وهل ما اقدم عليه مناورة ام مساومة؟
في كل الاحوال اول من تلقف الاعلان، كان نواب المعارضة الذين اجتمعوا بضيافة رئيس حزب “الكتائب”، الذي لم يخف شخصيا تأييده لقائد الجيش، شرط الانتباه الى مسألة التعديل الدستوري.الا ان رأي”الشيخ سامي”، لا يعكس رأي المعارضة مجتمعة، والتي وفقا لاحد النواب المشاركين في لقاء بكفيا، لم يتم التطرق الى مسألة الاسماء، وان ثمة اتفاقا بين اطياف المعارضة انه في حال عدم التوصل الى التقاطع على اسم توافقي، فان نواب المعارضة سيجتمعون قبيل الجلسة، و”ينتخبوا” اسما يصوتون له “كبلوك”، تماما كما ستفعل كتلة “التنمية والتحرير”.
غير ان ساعات المساء زادت من غموض المشهد، مع اعلان “بيك زغرتا” “تعليق ترشيحه”، بمعنى انه سيبقى مرشحا ما دام لا اتفاق حول اسم، رغم انه ارسل الكثير من الرسائل المعبرة التي تعزز نظرية “جلسة اللارئيس”، وابرز تلك الاشارات:
– تأكيده على الابقاء على ترشيحه، اي انه عمليا وحتى تاريخه ما زال مرشح الثنائي الشيعي، الا في حال صدور عكس ذلك.
– تأكيده على انه غير متفق مع فريق الممانعة على اسم مرشح لينسحب لمصلحته، وهو ما يعني عمليا، ان ترشيح “اللقاء الديموقراطي” لقائد الجيش ليس بالتنسيق مع الصنائع، اقله راهنا.
– اعترافه بان المحور خسر المعركة، وبالتالي كان غزله الذي وجهه بطريق او باخرى لمعراب، عند حديثه بداية عن الرئيس المسيحي القوي والفاعل، وثانيا عندما كشف عن انه سبق وطرح في اجتماع “الرباعي الماروني” في بكركي ان يترشح الاقطاب الاربعة، ومن يفوز “فصحتين عا قلبو”، وهذا ترجمته واضحة، وفقا للمصادر، التي تقول ان “البيك” بحكم التغييرات الاقليمية خرج من اللعبة، الشيخ ما زال يعتبر الوقت مبكرا لخوضه الانتخابات، الجنرال “جرب حظه”، وبالتالي لم يبق في الميدان الا “الحكيم” الذي تميل الظروف الاقليمية والدولية نظريا الى مصالحه. فهل يعني ذلك تأييده الضمني لسمير جعجع؟
فماذا بعد خطوة “البيكين”، التي توقعها الكثيرون وان فوجئوا بتوقيتها؟ وهل من علاقة بين اعلان “اللقاء الديموقراطي” وزيارة جنبلاط الى دمشق؟