ماذا خسر الأفرقاء اللبنانيون وماذا ربحوا بانتخاب عون؟
كتبت رندلى جبور في موقع “الجريدة”:
لا بدّ من الإشارة بداية إلى أن لبنان الدولة، على رغم أنها ربحت رئيساً، إلا أنها خسرت من رصيد سيادتها ومن مؤونة احترامها لدستورها، وأتى العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية بتفاهم خارجي فُرض على اللبنانيين بعصا “وإلا” وبجزرة “نعدكم”.
أما في خريطة الربح والخسارة فنورد التالي:
أولاً ـ “التيار الوطني الحر” ربح نفسه من خلال ثباته على موقفه، وعدم رضوخه لا للترغيب ولا للترهيب، ومن خلال عدم “تلويث” يديه في التعدّي على الدستور، ولكنه خسر الشراكة في التوافق ما قد ينعكس على مشاركته في الحكم لاحقاً، ولكن ربما تكون عودته إلى المعارضة أفضل له ولشعبيته.
ثانياً ـ ربح الثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” تثبيت حضوره ووزنه في المعادلة الداخلية، وضَمَنَ بقاءه في اللعبة وبشروط هو حدّدها تبدأ بإعادة الاعمار ولا تنتهي بوزارة المال، ولكنه خسر في جزء من صورته الاعلامية التي بدا فيها متراجعاً عن تصريحات كان أطلقها، وسائراً بمرشح أراده الاميركيون والسعوديون والفرنسيون.
ثالثاً ـ ربح وليد جنبلاط بيعَ أول موقف للأميركي ولقائد الجيش، إذ كان في طليعة من دعم هذا الترشيح، ولكنه خسر كونه بيضة القبان التي ورثها منه “الثنائي”.
رابعاً ـ ربحت “القوات اللبنانية” إرضاء الخارج، وانضمامها الى التوافق، والعودة إلى بازار التفاوض وتحصيل المكاسب في العهد الجديد، وخسرت فرصة إيصال رئيسها سمير جعجع الى الرئاسة.
خامساً ـ ربح من يسمّون أنفسهم بالمعارضة ممن انتخبوا عون بالتحاقهم بالعهد المولود حديثاً، وبعدم وصول رئيس قريب من المقاومة أو “التيار الوطني الحر”، ولكنهم خسروا استقلاليتهم وما عادوا قادرين على ادعاء السيادية.
أما من لم يصوّتوا للرئيس الجديد فيسجّل لهم موقفهم.
وغداً يوم آخر في لبنان، وحسب المسار الآتي يُبنى الموقف.
ولكن هل نكون في زمن “رفيق حريري” من بعبدا هذه المرة؟