ماذا بعد الانتخابات الأميركية… الفصل متروك للميدان؟!

ماذا بعد الانتخابات الأميركية... الفصل متروك للميدان؟!

هدأت همروجة الانتخابات الرئاسية الاميركية، وعادت القراءات السياسة المتسرعة لتأثير التغيير في البيت الابيض على المنطقة ولبنان، لتستقر في منطقة الترقب والحذر، في انتظار خطوات ملموسة تصب في اتجاه وقف النار والتوصل الى اتفاق سياسي. حيث ما زال العالم تحت وطأة الانتخابات الرئاسية الأميركية، فكيف بلبنان الذي ينتظر أي إشارة خارجية تخرجه من المأزق الذي هو فيه. مع العلم بأن لبنان يعرف أن المنطقة، وفي الطليعة نقاط الصراع أو النقاط الملتهبة، في مرحلة خلط أوراق وتغيير موفدين، أو على الأقل فترة انتقالية، بين من هم ذاهبون ومن هم داخلون إلى الأدوار والمهمات.

لبنان أمام غموض، غير بناء، من اليوم وحتى دخول الرئيس ترمب البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني من السنة الجديدة. عشرة أسابيع تقريبا، فهل يملؤها حراك ديبلوماسي أم مزيد من التصعيد ومزيد من التدمير؟

في مقلب آخر وفي الميدان الجنوبي رياح بنيامين نتنياهو وقادة حربه لا تجري كما تشتهي سفنه وطائراته ومدرعاته فصواريخ المقاومة باتت تعبر الحدود من دون رادع او قبب وبطاريات وتصيب أهدافها بدقة وهي الى تصاعد ملحوظ مع ادخال جيل جديد من الصواريخ الدقيقة في الميدان.

ففي لبنان، كانت أجواء الادارتين الاميركيتين بفرعيها الراحل والآتي تتحدث عن قرب اتفاق لوقف النار مع لبنان… وبرا سجل جيش الاحتلال أمس محاولات تقدم جديدة من نقاط قرى الحافة الامامية في وقت كانت الصواريخ والمسيرات الآتية من لبنان تتساقط على مثلث الرعب حيفا… عكا ونهاريا ومعها تل أبيب الكبرى.

الفصل متروك للميدان فالمقاومة ثابتة وصامدة وتل أبيب لم تحقق اهداف عودة المستوطنين الى الشمال والمرحلة تقتضي “ترشيد” الكلام عن انتصارات وعدم القفز في الهواء.

مشهد يتكرر يوميا في ميدان القتال والمواجهة واذا كان الكلام للميدان وعلى الرغم من التعتيم الاسرائيلي على خسائره الفادحة وكذبه المستمر على شعبه ومستوطنيه ولاسيما سكان مستوطنات الشمال الذين وعدهم قادة العدو ومسؤولو الجيش اليوم بالعودة الى بيوتهم في الشمال نهاية هذا العام فكيف يكون ذلك؟!

الم تنفد صواريخ حزب الله بعد؟ وكيف سيعود سكان الشمال الى منازلهم؟ هي ليست اسئلة المتربصين باللبنانيين والفلسطينيين من حلفاء حكومة بنيامين نتنياهو، بل اسئلة المستوطنين عبر وسائل الاعلام العبرية.

فبين المراوحة والتصعيد المتنقّل بين الجنوب والبقاع، تتواصل الحرب فصولا. والمتغيّر الوحيد الذي دخل على الخط، هو احتمال تدخل أميركي فاعل، لن يتبلور على الارجح قبل أسابيع، حيث لا يعول كثيرون على عودة موفد الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن آموس هوكستين الى لبنان، ذلك أن اللبنانيين يترقبون تحرّكاً بمبادرة من الرئيس الجديد دونالد ترمب، يفتح نافذة للحل، ويكون قادرا على لجم بنيامين نتنياهو، الذي جدد وزير دفاعه الجديد رفع السقوف، متحدثا عن كبح عدوانية ايران وتقويض سلطة حماس وصولا إلى هزيمة حزب الله، على حد قوله.

أما ما حصل في أمستردام أمس جبهة دولية مقلقة تجري على خلفية العداء للاسرائيليين في العالم. مما استدعى قلقاً ترجم بالطلب من المشجعين الاسرائيليين بعدم التوجه لمشاهدة مباراة لكرة السلة في العاصمة الايطالية خوفا من تكرار سيناريو مشاهد امسترادام، جبهة دولية مقلقة تجري على خلفية العداء للاسرائيليين في العالم. مما استدعى قلقاً ترجم بالطلب من المشجعين الاسرائيليين بعدم التوجه لمشاهدة مباراة لكرة السلة في العاصمة الايطالية خوفا من تكرار سيناريو مشاهد امسترادام عندما دخلت كرة مواجهة العدو الاسرائيلي الى ملاعب وميادين جديدة والتجربة الهولندية تشكل رأس جبل الجليد، فالعام الدولي بات واعيا :لا إدعاءات معاداة السامية ولا كذبة الاضطهاد تنطلي على أحد وفائض العدوان الذي يمارسه الكيان العبري في فلسطين ولبنان لن يستطيع تصديره الى خارج حدوده المزعومة.

Exit mobile version