مائة عام على الجمعية العاملية في بيروت

قاسم قصير

قاسم قصير

تأسّست الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة العاملية عام 1923 بموجب المرسوم 441 – GI غايتها خدمة الخير العام في المجتمع وتشجيع العلم ومحاربة الجهل، لذلك أنشأت العديد من المدارس التعليمية والمهنية والمستوصفات.والمدارس العاملية من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية مختلطة وتدرس اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية وتعتمد المنهاج الرسمي بتقنيات حديثة وطرائق التدريس المبنية على المشاهدة وإعمال العقل وإفساح المجال للتلميذ المتلقي للتعبير عن قدراته ومهاراته الفردية.

وإيماناً من العاملية بأن العلم هو سلاح الفرد في مجتمعه ومحيطه ركزّت على التواصل مع خرّيجيها المنتشرين في لبنان وخارجه للإستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم المختلفة مؤكدة على التفاعل الإكاديمي والإجتماعي والإنساني.

وأولت العاملية إهتماماً خاصاً بالشباب والفتيات فأسسّت جمعية الكشاف العاملي عام 1947 ولا تزال تقوم بدورها الوطني والإنساني رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
والعاملية… رسالة علم ومحبة وإعتدال تحرص على تشبيك العلاقات مع سائر المؤسسات التربوية خدمة للناشئة اللبنانية وتعمل على النهوض بالوطن وفاقاً لمرتكزات وطنية سليمة معافاة بأسلوب الحداثة والتطوير.
وكان من مؤسسي الجمعية العاملية الزعيم العاملي واللبناني رشيد بيضون وهو ايضا كان له دور سياسي وشعبي هام في تلك الفترة السياسية الهامة وقد تابع دوره السياسي نجله الاستاذ محمد يوسف بيضون والذي ترك ايضا بصمة مهمة في العمل السياسي في لبنان طيلة السنوات الماضية .
كما تاسست ايضا المهنية العاملية في منطقة حارة حريك مقابل مخيم برج البراجنة وكان لها ايضا دور مهم في التعليم المهني طيلة عشرات السنين .
لكن اضافة لكل ذلك كان للجمعية العاملية في بيروت دور ديني وتبليغي وثقافي من خلال قاعة الكلية العاملية والتي احتضنت ولا تزال اقامة مراسم عاشوراء كل عام والتي تشارك فيها شخصيات لبنانية من مختلف الطوائف وكان للامام موسى الصدر الدور الهام فيها ولاحقا الامام الشبخ محمد مهدي شمس الدين والامام الشيخ عبد الامير قبلان وحاليا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب وكان مقرىء العزاء المميز الشيخ نجيب زهر الدين وحاليا الشيخ الدكتور عباس فتوني .
كما اقيم في كلية العاملية احتفال تأبين للدكتور علي شريعتي بعد اغتياله في لندن في العام 1977وشارك في الاحتفال الامام موسى الصدر واثار ضجة كبيرة في مواجهة السلطات الايرانية الظالمة انذاك.
والى جانب الثانوية العاملية وقاعاتها اقيم مسجد الصفا او مسجد العاملية او مسجد راس النبع وهو من اوائل مساجد بيروت وكان يؤم الصلاة فيه الامام موسى الصدر ولاحقا الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشقيقه العلامة الشيخ عبد الامير شمس الدين وحاليا حسبما اعرف الشيخ حسن شريفة .
وقد كان من حسن حظي انني تعرفت على مسجد العاملية في بداية التزامي الديني في العام 1977وكنت اتردد عليه وتعرفت هناك على مجموعة كبيرة من الشباب المتدين واحدهم الاخ علي نور الدين والذي اصبح عالم ديني لاحقا وهو من عرفني على شباب لجنة المصيطبة واتحاد الطلبة المسلمين.
وفي هذا المسجد اقام الامام موسى الصدر اعتصامه الشهير ضد الحرب الاهلية وقد رايت هذا الحدث بعيني عندما مررت امام المسجد وكذلك شاركت في مسيرة شعبية دعا اليها الامام الصدر في بداية الحرب ضد الحرب الاهلية وسارت من الشياح الى عين الرمانة .
وفي هذا المسجد حضرنا دروس تعليم القران على يد المقرىء الشيخ واصف الخطيب من جمعية الحفاظ على القران الكريم وذلك بتوجيه من الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وكما درسنا دروس العقيدة الإسلامية على يد العلامة الدكتور الشيخ محمد جعفر شمس الدين ودورس اخرى على يد الشيخ عبد الامير شمس الدين.
وكان للعاملية دور في احتضان اللقاء الشيعي اللبناني في العام 2005برعاية من العلامة السيد محمد حسن الامين والهدف اطلاق تيار سياسي معتدل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
طبعا لا يمكن اختصار مسيرة العاملية في سطور قليلة ولكن كان لهذه الجمعية ومؤسساتها دورا مهما على الصعيد التربوي والثقافي والتبليغي والديني والمهني والسياسي .
فكل التحية للمؤسسين ولمن تابع المسيرة الى اليوم .

Exit mobile version