لو كنت أميركيا.. لخجلت وأحنيت رأسي

لو كنت أميركيا.. لخجلت وأحنيت رأسي

كتب محمد جابر:

ينتخب الأميركيون اليوم رئيسهم، في الزمن الأصعب الذي يعيشه العالم، بعد الكم من القتل والدمار والظلم الذي لحق في غزة وبعدها لبنان، بعد المجازر والجرائم، حيث تحول النساء والأطفال إلى مجرد أرقام في لعبة قذرة تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة فيها الولايات المتحدة الصامتة عن ما يجري، بل والمشاركة بدعم الجزار بأحدث أنواع الأسلحة، لقد دفعت الولايات المتحدة المليارات من أجل جرائم متتالية لم تتوقف.

واليوم ومع دخول الأميركيين لصناديق الاقتراع للمفاضلة بين ترامب وهاريس، لا نستطيع الا قول الحقيقة، بأنه على كل أميركي يدعم نظامه بالحزبين الجمهوري والديمقراطي، أن يخجل ويحني رأسه، أمام هول ما يجري في العالم، وأن لا ينظر علينا بعد اليوم بعظمة أميركا.

لقد أخطأت أميركا كثيرا لأكثر من عام، وبدلا من أن تعطينا فرصة لنفهمها ونتقرب منها، اذا بها ترتكب خطيئة ما بعدها خطيئة، فالقتل الجماعي والتدمير واسقاط الأبنية وخيم النازحين على رؤوس ساكنيها، لا يشبه أبدا تلك القيم التي كانت تتغنى بها أميركا، لقد أثبتت لنا بأن كلامها عن حقوق الانسان ليس أكثر من خداع ومكر، أو فلنقل هو “فيلم أميركي طويل” نعيش تفاصيله يوميا.

تريد أميركا أن تعرفنا اليوم على نموذج جديد، اسمه بنيامين نتنياهو، وكأنها تقول للعالم المذبوح إن أردت أن يكون لك مكانا في العالم المتحضر يجب أن تكون مثل بنيامين نتنياهو، أتدري الولايات المتحدة ماذا فعلت، وماذا اقترفت أيديها، أتدري أن أجيالا وأجيال قادمة ستتمرد على الظلم، وستواجه وتتحول إلى حركات مقاومة لن تتوقف مهما كان الثمن.

فليعذرنا الأميركي الذي ينتخب اليوم، أن نقول له لم تعد نموذجا يحتذى به في العالم، لقد ذاب الثلج وبان المرج، وباتت الحقيقة ساطعة ومفادها أن أميركا قد سقطتت عدة مرات، مع كل مرة كان يسقط شهيد في منزله، مع كل مبنى كان يتدمر، مع كل دموع أم ثكلى على أطفالها، وكانت السقطة الكبرى حينما صفق نواب الكونغرس لأكبر مجرم في تاريخ البشرية اسمه بنيامين نتنياهو.

ليس المهم أن يربح ترامب أو تربح هاريس، المهم أن تتغير أميركا، ولن نطلب منها دعم المظلوم ضد الظالم، يكفي أن تقف على مسافة واحدة بين الخير والشر، أو فلتقل لاسرائيل ولمرة واحدة “كفى”.

Exit mobile version