لودريان يسعى إلى إنجاز من “كيس غيره!”
| رندلى جبور |
حضر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في زيارة هي الثالثة منذ تكليفه بمهامه الرئاسية اللبنانية، وجال على المسؤولين والسياسيين والمعنيين ورجال الدين والسعوديين في بلدنا لثلاثة أيام.
لكنّ لودريان أتى خالي اليدين، وكان مستمعاً أكثر منه متكلماً، مع أنه كان يجب أن يكون متكلماً ومبادِراً بعد زيارتين وسلسلة اتصالات وتلقي الإجابات على سؤالين.
خلاصة جولة لودريان تُختصر بكلمات ثلاث: الحوار والتوافق والرئيس غير التابع لأحد طرفين.
أما الحوار، وهو المفتاح، فليس من بنات طروحاته، بل هو تلقف دعوة الرئيس نبيه بري وأيّدها، من دون أن يكون له طرحه الحواري هو، أو طرح “الخماسية”.
وتصبح الأسئلة هي التالية:
لماذا لم يحضّر لودريان مبادرة حوارية، أو آلية عملية قبل تحديد موعد المجيء؟
وأين “الخماسية” من الموعد والوعد؟
وماذا لو لم يطرح بري مبادرته قبل الزيارة الفرنسية؟
هل خليت عند الفرنسيين، الذين لم يحققوا أي شيء منذ وعود الرئيس الفرنسي إيمانويل مكرون ذات انفجار، وما تلاه من انهيار، ومن تسميات لرئاسة الحكومة لم تثمر جميعها، ومن تأخير في التشكيل، وصولاً إلى انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وعدم ولادة الرئيس العتيد على الرغم من مرور أحد عشر شهراً على الشغور؟
وهل يفتش الفرنسيون عن إنجاز من كيس غيرهم، وتحديداً من كيس أحد طرفي الثنائي؟
وهل هو عجز فرنسي؟ أم غياب إرادة؟ أم صعوبة ظروف؟ أم الخوف من الفشل، على قاعدة أنه إذا نجح الحوار يقطف الفرنسيون الثمار، وإذا فشل يتحمّل فشله اللبنانيون وحدهم؟!
بالتالي، وعلى الرغم من الجولة الفرنسية، عادت الكرة من جديد إلى مجلس النواب ورئيسه الذي بات لزاماً عليه أن يترجم حواره بدعوات رسمية إليه، فيثبت بذلك جديته بعد انتفاء الجدية الخارجية، وليتحمّل عندها المسؤولية من لا يلبّي، شرط أن تلي حوار الأيام السبعة جلسات مفتوحة حتى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً.
الجميع تعب من “النصب” السياسي ومن عدم اكتمال النصاب، وبات الانتظار قاتلاً. فهل من يعيد إلى المؤسسات الوطنية الحياة؟!