كتب ميشال نصر في “الديار”:
بين الامن والعسكر يتوزع الاهتمام بعد سقوط كل المحاولات لوقف اطلاق النار، ودخول المفاوضات السياسية ثلاجة الانتخابات الرئاسية الاميركية، تزامنا مع عودة “اسرائيل” الى تنفيذ “عمليات حربية”، سمحت لها “بابرار” في البترون، تزداد ألغازه يوما بعد يوم.
واذا كانت العين قد توجهت الى البترون، في ظل تداعيات العملية على الواقع الداخلي واستحقاقاته، فان العين الاخرى تبقى شاخصة الى التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية، وسط تراجع القوات “الاسرائيلية” من احياء بلدة الخيام التي كانت دخلتها، تحت قوة النيران التي استهدفها حزب الله.
وفي هذا الاطار، يشير الخبراء الى ان انسحاب الجيش “الاسرائيلي” من بعض احياء الخيام نتيجة طبيعية “للقتال التراجعي” الذي يعتمده حزب الله، والقائم على التراجع إلى الخطوط الخلفية، ومن ثم استهداف التجمعات العسكرية “الإسرائيلية” بالصواريخ المضادة للدروع، فيما تقوم خطة الجيش “الاسرائيلي”في المقابل، على التقدم من خلال الوحدات الخاصة لتمهيد الطريق امام الآليات المدرعة، بسبب سيطرة مجاهدي الحزب على المرتفعات الأساسية، وهذا خلافا للعقيدة القتالية “الاسرائيلية العادية”.
المصادر التي ابدت اعتقادها ان القوات “الاسرائيلية” ستعاود دخولها الى منطقة الخيام من جديد، بعد حصولها على المعلومات الاستخباراتية والملموسة، التي جمعتها من عمليتها الحالية، اشارت الى ان هذه البلدة تعتبر اساسية نظرا لمميزاتها الجغرافية، من بعدها نحو 3 كيلومترات من الخط الازرق، وارتفاعها حوالى 700 متر فوق سطح البحر، لجهة تلة الحمامص، التي تعتبر بدورها نقطة اساسية لاي تقدم مستقبلي سواء باتجاه مرجعيون ومنها الى البقاع الغربي، وان كان منها نزولا الى بنت جبيل.
مصادر ميدانية كشفت ان حزب الله نجح في استخدام الثُغر “الاسرائيلية” الى ابعد الحدود، مستثمرا فيها، خصوصا مع حشد الفرق العسكرية الخمس على الحدود وبعمق 10 كيلومترات، وتحرك تلك القوات وآلياتها العسكرية وتجمعها، وكذلك قواعدها اللوجستية التي تمدها بالامدادات، والتي تحولت الى بنك اهداف مهم، مسيطر عليه بالنار من خلال الصواريخ القصيرة المدى والمضادة للدروع التي تبلغ مدياتها بين 5 الى عشرة كيلومترات، وهي ثغر اجاد مقاتلو الحزب التعامل معها بـ “حرفية ومقدرة ميدانية لافتة من ناحية تحديد الأهداف”.
وتبين المعلومات المستقاة من بعض الصور، سواء تلك التي يوزعها الاعلام الحربي في الحزب، او الناطق باسم جيش العدو، عن ادخال خبراء ومهندسي الحزب تعديلات على السلاح المضاد للدروع، بحيث نجح في تجهيز نظام رمي يسمح لقاذفة الصواريخ المضادة للدروع باطلاق ثلاثة صواريخ بشكل متتال، ما اثر في فعالية نظام الحماية المستخدم في دبابات الميركافا، مستنسخين في ذلك استراتيجية الوحدة الصاروخية في اطار تعاملها مع القبة الحديدية، وهو ما نجح فعلا في إلحاق اضرار كبيرة في الوحدات المدرعة “الاسرائيلية”، ما جعل الجيش “الاسرائيلي” يلجأ الى استخدام ملالات “ام.113” غير المأهولة، لتلافي الاصابات في صفوف الجنود.