كتب ميشال نصر في “الديار”:
بقدر غرابة زيارته الى لبنان، بعد غياب طويل نسبيا، اذا ماقيس بتوقيت الاحداث، منذ حرب “طوفان الاقصى” ، كان لقاء الامين العام المساعد للجامعة العربية برئيس كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية الجنوبية، بعد قطيعة كاملة، قبل ان تتكشف من مصر، طبيعة “الطبخة” التي يعمل عليها، منذ فترة، سرع من استوائها التهديدات الاسرائيلية المتزايدة للبنان، والمعلومات المتوافرة للقاهرة حول مدى جديتها.
فرغم امتعاض بعض القيادات اللبنانية، من الخطوة العربية، التي استتبعت باعلان من القاهرة، بالغاء توصيف حزب الله “بالمنظمة الارهابية” ، في البيانات الصادرة عن الجامعة، باجماع الاعضاء، تصر الجامعة على السير بخيارها، وسط غياب اي بيان ترحيب من الدول الاعضاء الفاعلة.
غير ان الخطوة التي تعد “معنوية” اكثر منها ذات قيمة فعلية، ذلك ان لا قائمة للمنظمات الارهابية للجامعة العربية، الا ان مصادر دبلوماسية عربية تجزم ان هكذا خطوة لم تكن لتتم لولا موافقة المملكة العربية السعودية، متوقعة ان يتم الانتقال الى المرحلة الثانية قريبا، برفع الحزب عن لائحة الارهاب لدول مجلس التعاون الخليجي.
وفي وقت تمتنع فيه المصادر عن نفي او تاكيد العلاقة بين الخطوة العربية وزيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الى دولة الامارات منذ مدة، اشارت الى دور محوري لرئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في هذا الاطار، الذي تحول في الفترة الاخيرة الى “وزير فوق العادة” لحزب الله لدى الدول العربية.
في المقابل تبني المصادر على زيارة الامارات، معتبرة انها فتحت الباب امام حارة حريك عند دول الخليج، خصوصا في ظل الدور المحوري للامارات في المنطقة، سواء لجهة تعاطيها مع الملف الايراني، ومن بعده الازمة السورية، كاشفة ان اهم ابرز العقبات تتمثل بوجود الموقوفين الامنيين، والذي يسعى جاهدا رئيس الوزراء العراقي لايجاد تسوية له، في اكثر من دولة وان تبقى السعودية في مقدمتها.
ولكن ماذا عن الموقف السعودي؟ ترد المصادر نقلا عن اوساط في خارجية الرياض، انه ما زال من المبكر الحديث عن رفع الحزب عن لائحة المملكة للمنظمات الارهابية، لان ذلك يتطلب مجموعة من الاجراءات التي قد تحتاج الى وقت، وكذلك حل ملفات ذات طابع – قضائي امني، تمت مفاتحة القيادة بها عبر موفدين.
وحول اسباب الخطوة في الظروف الحالية، كشفت المصادر، ان الايام المقبلة ستحمل معها تطورات دراماتيكية، على صعيد الوضع في لبنان، قد تضطر معه الجامعة العربية الى التدخل في المباحثات والمشاورات، وبالتالي التواصل مع حزب الله، وهو امر ما كان ليكون ممكنا الا في حال استباق الاحداث واتخاذ ما يلزم من قرارات، اما السبب الثاني، والكلام للمصادر، هو الحلحلة على الخط السوري-العربي، مع عودة دمشق الى حضن الجامعة، وسرعة التطبيع بينها وبين الرياض.
عليه تنهي المصادر، بان الامور قد تتطور خطوة خطوة، وان الحوار مع حارة حريك سيتابع وصولا الى حل كل النقاط العالقة، معتبرة ان الامور تسير حاليا وفقا للمرسوم وبمنحى ايجابي من الطرفين، الذين ابديا كل نية بالوصول الى حلول وطي صفحة الماضي، جازمة بان هذه الخطوات لن تكون ابدا على حساب الدولة اللبنانية، او اي جهة سياسية لبنانية.