قال عون في رسالته: “في هذا اليوم بالذات، أوجه إليكم هذه الرسالة، بصراحة وبشكل مباشر، عشية مرور 50 سنة على هذه الذكرى المشؤومة”.
وأضاف: “منذ خمسين سنة، وُلِدَ جيل كامل شهد القلق والخوف وعدم الاستقرار، وآخرون ينتظرون في تلك الأيام ليختاروا لأول مرة من سيمثلهم في انتخابات سنة 1976، واليوم هم فوق السبعين من أعمارهم، وربما لم يختاروا بعد ما يريدون لهذا البلد. خمسون سنة، ضاعت فيها أحلام وأيام أجيال متتالية، ولا يزال جرح العديد من العائلات مفتوحًا بسبب الحرب والمفقودين. اليوم، وبعد نصف قرن من هذه المأساة التي تسببت بمآسي كثيرة، أسأل نفسي وأتساءل معكم: كرمال ماذا؟”.
وتابع، “نعم، انتهت الحرب باتفاق الطائف الذي أسفر عن تسويات ميثاقية وتعديلات دستورية، لكن يبقى السؤال، هل كان يمكننا أن نصل إلى هذه التسويات من دون الحرب؟ هل كان من الممكن أن نطور نظامنا بالحوار والتوافق؟ بالتأكيد كان بإمكاننا، ولكن لماذا لم نفعل ذلك؟”.
ثم دعا عون اللبنانيين إلى التعلم من هذه التجربة، مؤكدًا أن العنف والحقد لا يحلان أي مشكلة، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لحل مشاكلنا الداخلية. وأشار إلى أن لبنان بلد له ثوابت، أولها أن لا أحد يلغي الآخر.
كما شدد على ضرورة أن يتعلم الجميع من التجارب الماضية، حيث قال: “كلما استقوى أحدنا بالخارج ضد شريكه في الوطن، خسر هو، وخسر شريكه، وخسر لبنان. ونحن جميعًا وقعنا في هذه الغلطة، وآن الأوان أن نتعلم من أخطائنا”.
وأوضح عون: “ما لدينا في لبنان هو الدولة اللبنانية فقط، ولا يمكن لأي أفكار أو أوهام أصغر أو أكبر من لبنان أن تقدم خيرًا لهذا الوطن. من هنا، أعلنا جميعًا إيماننا بلبنان كدولة نهائية لنا جميعًا”.
وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة، أكد عون أن إطلاق صواريخ مجهولة من جنوب لبنان لا يخدم لبنان، وأنه يؤذي استقرار البلد وأمن اللبنانيين. وقال: “هذه الأفعال توفر ذريعة إضافية لأعداء لبنان لشن العدوان عليه، ويجب أن يتفق اللبنانيون على إدانتها ورفضها”.