الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

لمواجهة الفتنة المقبلة: لقاء بين “الحزب” والجماعة

لمواجهة الفتنة المقبلة: لقاء بين “الحزب” والجماعة

كتب د قاسم قصير- اساس ميديا

تتخوّف الأوساط الإسلامية في بيروت من تداعيات الأحداث في سوريا على الأوضاع الإسلامية في لبنان والمنطقة كلّها، وعودة الصراعات المذهبية تحت عناوين مختلفة، بعدما نجحت معركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على لبنان في تعزيز الأجواء الوحدوية وتراجع الأجواء المذهبية.

تنشط القيادات الإسلامية في لبنان وتركيا وإيران والعراق ومصر ودول أخرى من أجل تعزيز الحوار الإسلامي – الإسلامي، والعمل لوضع رؤية مستقبلية للمساهمة في حلّ النزاعات القائمة والتوصّل إلى توافق إيراني – تركي – عربي مشترك في ما يتعلّق بالأزمة السوريّة، بدل أن تتحوّل سوريا إلى ساحة صراع جديدة في المنطقة.

في هذا الإطار، علم موقع “أساس” أنّ قياديّاً إسلامياً بارزاً له علاقة بعدد كبير من قادة الحركة الإسلامية في المنطقة، زار أخيراً العاصمة الإيرانية طهران، وعقد لقاءات مع قادة الجمهورية الإسلامية من أجل بحث الأوضاع في المنطقة وكيفية التعاون بين الحركات الإسلامية والقيادة الإيرانية لمواجهة تداعيات التطوّرات في سوريا، على قاعدة أنّ التغييرات التي حصلت في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد يمكن أن تشكّل مدخلاً إيجابياً للتعاون والتصالح بين القوى الإسلامية، فلا تكون سبباً للصراعات الطائفية والمذهبية. وقد جرت الزيارة قبل التطوّرات الأخيرة في منطقة الساحل السوري، لكنّ هذه الأحداث لم تمنع استمرار التواصل للبحث عن حلول سياسية للأزمة.

تتخوّف الأوساط الإسلامية في بيروت من تداعيات الأحداث في سوريا على الأوضاع الإسلامية في لبنان والمنطقة كلّها
في بيروت عُقدت خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة لقاءات قيادية بين “الحزب” والجماعة الإسلامية بعيداً من الإعلام، وذلك لتقويم التطوّرات بعد معركة طوفان الأقصى والحرب على لبنان والنتائج التي أدّت إليها، وجرى التوافق بين قيادتَي “الحزب” و”الجماعة” على مواصلة التعاون للتوصّل إلى رؤية مشتركة لمواجهة مختلف التحدّيات، سواء في لبنان أو فلسطين أو سوريا.

إيجابيّة كبرى

تعتبر المصادر القيادية في “الحزب” و”الجماعة” أنّ هناك فرصة كبيرة لإعادة التعاون بين القوى الإسلامية في المرحلة المقبلة لمواجهة المشاريع الإسرائيلية والأميركية لتفتيت المنطقة والقضاء على قوى المقاومة وإعادة الفتنة المذهبية واستهداف المشروع الإسلامي الفكري والسياسي.

تثعقد لقاءات وتجري اتّصالات بعيداً من الأضواء بين العديد من القيادات الإسلامية في عدد من العواصم العربية من أجل الدفع باتّجاه التعاون بين إيران وتركيا والعالم العربي لمواجهة مختلف التحدّيات المستجدّة، ولا سيما مشروع تهجير الفلسطينيين وإعادة أجواء الفتنة المذهبية وتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية.

تنظر المصادر الإسلامية بإيجابية كبرى إلى مواقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التي أطلقها أخيراً خلال المؤتمر الإسلامي الحواريّ في البحرين، ومواقفه في الأمسيات الرمضانية في القاهرة، والمؤتمر الأخير الذي عُقد في السعودية وركّز على الوحدة والحوار، وتعتبر أنّ هذه المواقف والمؤتمرات تساعد في مواجهة الفتنة ورفض المشروع الإسرائيلي – الأميركي لتهجير الفلسطينيين.

إلى ذلك تدرس بعض الجهات الدينية العلويّة في لبنان إطلاق مبادرة وحدويّة للمساهمة في تخفيف التوتّرات في سوريا، وتجري اتّصالات بين القيادات والمرجعيات الدينية في لبنان والعراق ودول أخرى لبحث العمل من أجل التعاون للوصول إلى رؤية مشتركة في كيفية العمل من أجل رفض الفتنة المذهبية والدعوات التقسيمية.

هل تنجح هذه الجهود في وقف الفتنة والتوحّد لمواجهة المشاريع الأميركية – الإسرائيلية ؟ أم صراعات المصالح والمخاوف المذهبية ستتغلّب على المساعي الوحدويّة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى