لماذا يصاب الناس بالفيروسات في الشتاء؟
تتزايد #فيروسات الجهاز التنفسي مثل #الكوفيد_19 والإنفلونزا في الأشهر الباردة، عوامل كثيرة تؤثر على زيادة الحالات وانتشارها، فكيف يفسّر الطب هذه الظاهرة؟
يوضح مدير مختبر علم الأحياء الدقيقة الجزيئيّ، والمدير المشارك لمختبر علم الفيروسات في مايو كلينك الدكتور ماثيو بينكير أنّ سبب زيادة الفيروسات لا يعود فقط إلى أنّ الناس يقضون المزيد من الوقت في أماكن مغلقة، بل هناك عوامل أخرى تعزّز انتشار الفيروس في #الشتاء.
هذه الظاهرة التي تعتبر مثير للاهتمام نلمسها حقيقةً مع الفيروسات التنفسية، حيث نشهد سنوياً زيادة في العدوى خلال الأشهر الباردة. برأي الدكتور بينكير أنّ هذه الزيادة تحدث عادة بين شهر تشرين الثاني ونهاية شهر شباط. ويعتقد الناس أنّ السبب يعود إلى وجود الأشخاص في أماكن مغلقة، وبرغم من أنّ هذا السبب يلعب دوراً في نقل العدوى إلّا أنّه ليس السبب الوحيد لزيادة الحالات”، وفق ما نشر موقع “مايو كلينك”.
في الأشهر الدافئة، تكون الرطوبة أعلى. وبالتالي عندما نتحدّث أو نعطس أو نسعل فإنّ الكميات الكبيرة من الرطوبة في الهواء تجعل القطرات التي نطلقها سواء بالسعال أو العطس أو التحدّث أكبر. وعليه تكون القطرات أكبر حجماً وتسقط على الأرض بشكل أسرع.
ولكن في الشتاء، يكون الهواء أكثر جفافاً، ويمكن لتلك القطرات التي قد تحتوي على فيروس أن تظلّ في الهواء لفترات أطول وبالتالي الانتشار بشكل أكبر.
وكشفت سلسلة من الأبحاث خلال السنوات القليلة الماضية أنّ الظروف الجافة تعتبر بيئة غير ملائمة للفيروسات. إذ يجد الوباء صعوبة في الانتشار في الهواء الرطب في حين ينتشر في الهواء الجافّ بسرعة كبيرة.
أمّا العامل الثاني يتمثل في مناعة الشخص التي تضعف أو لا تعمل بفعالية بشكل كافٍ في الأشهر الباردة ويعود السبب إلى أنّ الأهداب، وهي بروزاتٌ عضليَّة صغيرة شبيهة بالشعرات على الخلايا التي تبطِّن مجرى الهواء، واحدةً من آليَّات الدفاع في الجهاز التنفُّسي، لا تعمل بشكل جيد خلال درجات الحرارة المتدنية وانخفاض الرطوبة.
وعليه، يقول بينكير إنّ “الفيروس قادر على البقاء في الجهاز التنفسي العلوي لدينا لفترة أطول”.
لذلك ينصح الطبيب باتّخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة مثل التطعيم والحرص على نظافة اليدين، كما تساعد أجهزة الترطيب على منع انتقال هذه الفيروسات.