الاخبار الرئيسيةمنوعات

للمستقبل غذاء جديد.. اليكم كيف سيكون؟

للمستقبل غذاء جديد.. اليكم كيف سيكون؟

على مدى ملايين السنين، تطوّرت الكائنات الحية عبر تحوّلات جينية ساعدتها في البقاء والتكيّف. لكنّ العلم اليوم بات قادراً على تجاوز الزمن وتسريع هذه العملية بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي نجح أخيراً في محاكاة 500 مليون سنة من التطوّر لإنتاج بروتينات جديدة غير موجودة في الطبيعة.

الـAI وتصميم البروتينات

في دراسة حديثة أُجريت في مختبر Evolutionary Scale الأميركي ونُشرت الشهر الماضي، طوّر الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي يُدعى ESM3، قادراً على تحليل الأنماط التطوّرية للبروتينات وإنشاء أخرى جديدة تماماً.

وعندما طُلب منه تصميم بروتين مُشعّ، ابتكر بروتيناً يختلف بنسبة 42% عن أي بروتين معروف، وهو تغيير يعادل نصف مليار سنة من التطوّر الطبيعي! هذه القفزة العلمية تفتح آفاقاً لتطوير بروتينات غذائية مُحسّنة لتلبية احتياجات الإنسان بكفاءة غير مسبوقة.

كيف ستؤثر على نظامنا الغذائي؟

تلعب البروتينات دوراً أساسياً في بناء العضلات، دعم المناعة، وتنظيم الأيض. لكنّ بعض البروتينات الطبيعية قد تكون صعبة الامتصاص أو تفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية الأساسية.

هنا، يأتي دور الـAI لتصميم بروتينات ذات جودة غذائية أعلى، وسهولة هضم أفضل، وتأثير صحي أكثر كفاءة.

نحو مستقبل غذائي أكثر تطوّراً

– لحوم نباتية محسّنة: على رغم من انتشار بدائل اللحوم النباتية، إلّا أنّها تفتقر أحياناً إلى الأحماض الأمينية الأساسية. مع البروتينات المصمّمة، يمكن تطوير لحوم نباتية تغطي كافة الاحتياجات الغذائية، لتكون بديلاً صحياً للحوم التقليدية.

– بروتينات نباتية أسرع امتصاصاً: البروتينات الحيوانية أسرع امتصاصاً من النباتية، لكن عبر إعادة تصميم البروتينات النباتية، يمكن تحسين امتصاصها، ما يجعلها خياراً مثالياً للرياضيّين وكبار السن.

– مكمّلات غذائية فائقة الفعالية: يمكن ابتكار مكمّلات بروتينية ذات كفاءة أعلى، بجرعات أقل ومن دون آثار جانبية، مثل بروتينات تساعد في فقدان الدهون، تعافي العضلات، أو تحسين صحة العظام.

– حليب مُعدّل أكثر فائدة: يمكن إعادة تصميم بروتينات الحليب لجعله أكثر فائدة وخالياً من اللاكتوز، ما يساعد الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمّله.

هل سنستغني عن البروتينات الطبيعية؟

تظل البروتينات الطبيعية مثل البيض، الأسماك، واللحوم الحمراء، مصادر أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. لكنّ البروتينات المصمّمة قد تصبح مكمّلاً غذائياً مثالياً لِمَن يحتاجون إلى خيارات غذائية أكثر كفاءة وسهولة في الهضم.

نحو «بروتينات ذكية»؟

بينما يحتاج التطوّر الطبيعي إلى ملايين السنين، أصبح الـAI قادراً على إنتاج بروتينات جديدة خلال أسابيع، وقد نشهد مستقبلاً فيه تُصمّم البروتينات وفقاً لاحتياجاتنا الصحية، ممّا يفتح الباب أمام ثورة غذائية غير مسبوقة.

ساندي بو يزبك- الجمهورية

زر الذهاب إلى الأعلى