لقاء الشيخ طريف- نتانياهو تهديد للوجود “الدرزي” في فلسطين والمشرق
ردّ على مواقف صدرت في بيصور تؤكّد على الانتماء العربي ودعم المقاومة
كتب كمال ذبيان في “الديار”:
استفز مشهد اللقاء الذي جمع رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفق طريف، الدروزالمنتشرين في بلاد الشام (لبنان وسوريا والاردن وفلسطين)، وجاء بعد ايام قليلة على لقاء بيصور الذي جمع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور مع نواب ووزراء “اللقاء الديمقراطي”، ورئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال ارسلان وقيادات في حزبه، بحضور شيخ العقل سامي ابي المنى والشيخ ناصر الدين الغريب. واكد جنبلاط وارسلان على الموقف والموقع الثابت للمسلمين الموحدين من الانتماء الى العروبة كهوية، والى فلسطين كقضية ، ومساندة الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الاسرائيلي، ورفض الابادة الجماعية لما يحصل في غزة.
فلقاء نتانياهو – طريف شكل تحديا للموحدين الدروز، لا سيما في فلسطين وهضبة الجولان المحتل الذين يعانون من التمييز في الكيان الغاصب، ولا يعترف المسؤولون فيه بحقوق ابناء الطائفة الدرزية الموزعين على 17 بلدة وقرية في الجليل الاعلى وحيفا، ويبلغ عددهم حوالى 145 الفا، ويشكلون 7.6% من السكان العرب في الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948.
وزيارة نتيانياهو هي لعائلات درزية قتل ضباط وجنود من ابنائها في الحرب “الاسرائيلية” المدمرة على غزة، فكان في استقباله الشيخ طريف في توقيت غير مناسب في ظل الابادة الجماعية التي يمارسها جيش العدو الاسرائيلي في غزة، وما يعكس موقف الموحدين الدروز وتحديدا في لبنان، الذي صدرت مواقف عن شيخ العقل سامي ابي المنى يرفض فيه ما يسمى “تحالف الاقليات”، وان الدروز هم مع الاكثرية القومية والانتماء الى العالم العربي، ويرفضون الحماية من احد. وهذا ما كان يعبر عنه ايضا وليد جنبلاط عندما التقى لمرات ممثلين عن الطائفة الدرزية في فلسطين، ويدعوهم الى رفض التجنيد الالزامي والمشاركة في قمع الانتفاضة الفلسطينية او القتال ضد المقاومة الفلسطينية. وهو ما كان عليه موقف ارسلان ايضا الذي كما جنبلاط يتواصل مع ممثلين عن الدروز، ويحثهم على رفض التجنيد الالزامي الذي بلغت نسبة المتمردين عليه في صفوف الشباب الدرزي الى 63% ، وفق احصاءات لجامعة حيفا ومؤتمر هرتسيليا ، فيتصاعد الرفض عاما بعد عام الا من قلة ارتبطت بالعدو الاسرائيلي، ونالت تأييد الشيخ طريف الذي لا يقدر خطورة الوقوف مع العدو الاسرائيلي في حربه على غزة ومشاركة مجندين دروز فيها، والانعكاسات السلبية التي سيتأثر بها الدروز في فلسطين اولا ثم في الدول المجاورة، في وقت يدين العالم المجازر واعمال القتل للاطفال والنساء وتدمير الاحياء السكنية والمنازل وتجويع المواطنين، بعد اخراج المستشفيات والمدارس عن العمل بالقصف.
فما اقدم عليه الشيخ طريف مع شرذمة يمكن وصفهم بالعملاء، هو عمل خطير ويهدد وجود الموحدين الدروز، كما يقول مرجع ديني درزي، وهذا امر مرفوض من الشريحة الدرزية الكبرى في المشرق العربي، لان تاريخ الدروز هو حماية الشغور في وجه حملات “الفرنج” وقيادة ثورات وطنية ضد الاستعمار في سوريا مع سلطان باشا الاطرش، ورفض “الدولة الدرزية” مع الشهيد كمال جنبلاط ونجله وليد من بعده، الذي ألبس ابنه تيمور العلم الفلسطيني عند نقل الزعامة الجنبلاطية له.
فبين لقاء بيصور ومشهد المأدبة التي جمعت نتانياهو بالشيخ طريف هو افتراق بين خطين: الاول مع فلسطين تجسد في بيصور، والثاني الدفاع عن الكيان الصهيوني الغاصب. وكمثل الشيخ طريف موجود في الانظمة العربية كما في الطوائف والمذاهب، والتاريخ يتحدث عن مقاومين ووطنيين وقوميين وشرفاء، وعن عملاء باعوا انفسهم للعدو. ألم يذهب رئيس النظام المصري انور السادات الى الكيان الصهيوني واقام سلاما معه، فكانت النتيجة اغتيال السادات ورفض الشعب المصري التطبيع؟ وهذا ما حصل في لبنان عندما تعاون بشير الجميل كرئيس “للقوات اللبنانية” مع العدو الاسرائيلي في اجتياح لبنان عام 1982 وانتخب رئيسا للجمهورية، فلم يتسلم مقاليد الحكم لانه اغتيل.
ولقي لقاء نتيانياهو – طريف استنكارا من طائفة الموحدين الدروز في لبنان، فاعتبرتها قياداتها طعنة ووصمة عار في تاريخهم، وان طريف ومن يتعاون معه ويسانده في اي مكان، انما يخدم المشروع الصهيوني وفق مصادر درزية، التي لا تخفي ان حركة طريف لاقامة “دويلة درزية” تحمي الكيان الغاصب مطروحة، وهو نشط مؤخرا في اجراء اتصالات دولية واقليمية، ووسع علاقاته مع اطراف درزية في سوريا ولبنان، وهذا ما يجب التنبه اليه من قبل القيادات الدرزية المناهضة لمشروع “الدولة المزعومة” والمرفوضة.
وتضيف المصادر: كان على الشيخ طريف ان يسأل نتانياهو عن حقوق الدروز في البناء بارضهم، وتأمين الكهرباء وعدم نشر “توربينات” في الجولان من قبل المستوطنين، الذين يغتبصون الاراضي، في وقت رفض اهالي الجولان الهوية “الاسرائيلية” واستمروا على انتمائهم لسوريا الوطن والدولة.