لتعزيز الابداع.. قيلولة وتغذية

في عالمنا السريع، يتطلّب النجاح القدرة على التفكير الإبداعي وحَلّ المشكلات بفعالية. وتشير دراسة حديثة إلى أنّ القيلولة، وتحديداً النوم العميق خلال مرحلة «حركة العَين السريعة» (REM)، قد تكون مفتاحاً لتعزيز هذه المهارات.

القيلولة ودورها في حلّ المشكلات

أُجرِيَت دراسة على مجموعتَين من المشاركين: الأولى أخذت قيلولة لمدة ساعتَين، بينما بقيت الثانية مستيقظة.

أظهرت النتائج أنّ المجموعة التي نامت تمكنت من حل مشاكل كانت قد واجهت صعوبة في حلها قبل الراحة. هذا التحسن كان مرتبطاً بقدرتهم على إيجاد روابط بين المشكلات المختلفة، ممّا ساعدهم في استخدام حلول سابقة لمشكلات جديدة.

دور التغذية في تحسين فوائد القيلولة

إلى جانب النوم، تلعب التغذية دوراً أساسياً في تعزيز القدرة العقلية، لأنّ نوعية الطعام تؤثر على وظائف الدماغ. إليك بعض النصائح الغذائية لتعزيز فوائد القيلولة:

– الأطعمة الغنية بأوميغا-3: تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون، بالإضافة إلى بذور الكتان والجوز، على أحماض أوميغا-3 التي تدعم وظائف الدماغ وتحسن القدرة على التفكير التحليلي والإبداعي.

– البروتينات لتعزيز الأداء العقلي: يساعد تناول البروتينات، مثل البيض واللحوم البيضاء والبقوليات، في بناء الخلايا العصبية وتحفيز التواصل بين مناطق الدماغ، ممّا يعزّز القدرة على معالجة المعلومات أثناء النوم.

– وجبات خفيفة قبل القيلولة: تناول مزيج من الكربوهيدرات المعقّدة والبروتين، مثل الزبادي مع المكسرات أو شريحة خبز كامل مع الجبن، يحافظ على استقرار مستوى السكر في الدم، ممّا يُسهم في نوم مريح ويمنع الاستيقاظ المتكرّر.

– تجنّب الكافيين قبل القيلولة: المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة والشاي، قد تعوق الدخول في مرحلة النوم العميق. لذلك، يُفضَّل الامتناع عن تناولها قبل القيلولة لضمان تحقيق أقصى استفادة منها.

التوازن بين النوم والتغذية لتعزيز التفكير الإبداعي

تحسين القدرة على حل المشكلات لا يعتمد فقط على القيلولة، بل يحتاج أيضاً إلى تغذية متوازنة. عندما يعمل النوم والتغذية معاً، يُصبح الدماغ أكثر قدرة على التفكير المبتكر واتخاذ القرارات الفعّالة.

لذا، في المرّة المقبلة التي تواجه فيها مشكلة معقّدة، فكِّر في أخذ قيلولة قصيرة مدعومة بتغذية صحية، فقد تكون هذه الاستراتيجية سراً لتعزيز أدائك العقلي والإبداعي.

ساندي بو يزبك- الجمهورية