لبنان يسابق الزمن في ملاقاة المتغيِّرات

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية،وتكليف رئيس الحكومة نواف سلام، تشكيل الحكومة الجديدة، يكون لبنان قد قطع شوطاً لا بأس به لتحصين نفسه، من جملة تحديات تعصف بالمنطقة، داخليا وخارجيا، وفي مقدمتها، اعادة النهوض بالدولة والمباشرة بحل الازمات والمشاكل الضاغطة، ماليا واقتصاديا، ومتابعة الجهود والمساعي المبذولة، لانهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الجنوبية، واستكمال تنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الامم المتحدة في هذه المناطق. 

التحدي الاساس الذي يواجه الدولة بعد اكتمال تشكيل الحكومة الجديدة، استكمال تنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، بشقيه لنشر الجيش اللبناني جنوبا حتى الحدود الدولية، وتسلم كل مواقع ومخازن اسلحة حزب لله بالمنطقة، ومواجهة الخروقات الإسرائيلية، والثاني منع الظهور المسلح لأي جهة حزبية بالداخل اللبناني، اي شمال نهر الليطاني ومصادرة مخازن الاسلحة، لصالح الدولة اللبنانية، استنادا لمندرجات القرار المذكور، بالرغم من محاولات حزب لله، اعطاء تفسير مغاير للقرار المذكور، واعطاء نفسه حق الاحتفاظ بسلاحه شمال الليطاني، كما اعلن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بهذا الخصوص أكثر من مرة، ما يطرح تساؤلات واستفسارات عن كيفية حل هذا التباين بين الدولة والحزب، لاسيما وأن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، اعلن في خطاب القسم انه لن يكون هناك سلاح، غير سلاح الدولة اللبنانية.

لن يكون موضوع سلاح الحزب بالداخل معزولا عن باقي تحركات الدولة لتنفيذ القرار ١٧٠١، مهما حاول الحزب فبركة التفسيرات والاجتهادات المنقوضة، لإبقاء سلاحه خارج سلطة الدولة وقرارها، لاسيما وأن المجتمع الدولي، يراقب كيفية تعاطي لبنان مع تنفيذ القرار المذكور، وأي تلكؤ في خرقه او تغاضي الدولة اللبنانية عن القيام بمهامها ومسؤولياتها، لقمع المخالفات المتعلقة به،يعرض لبنان، للمساءلة واتخاذ التدابير التي تعيق خطط الدولة، لانقاذ لبنان من ازماته ومشاكله المالية والاقتصادية، وتوقف المساعدات المطلوبة لاطلاق ورشة إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان.

هناك تحديات اخرى امام الدولة اللبنانية ايضا، تكمن في المتغيرات المتسارعة بعد سقوط نظام بشار الاسد، والإجراءات الاستثنائية المطلوب اتخاذها، لمنع اي مخاطر ناجمة عن عمليات تهريب الاسلحة او احتمال تسرُّب عناصر ارهابية إلى الداخل اللبناني، وغير ذلك من التجاوزات اللاقانونية على جانبي الحدود اللبنانية السورية، واعادة النظر بجملة من الاتفاقيات المعقودة بين البلدين في المرحلة المقبلة.

بوجود سلطة متكاملة للدولة اللبنانية، يمكن تفادي اي تداعيات محتملة، لتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما مع ايران، وإمكانية حصول صدام عسكري محتمل بينهما، مع بدء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاميركي دونالد ترامب، او التقليل من مفاعيلها السلبية على لبنان.

Exit mobile version