لبنان في الإنتظار… ضربة محدودة يليها حل ديبلوماسي؟
كتب ميشال نصر في “الديار”:
فيما مفاوضات غزة تتعثر و”اسرائيل” تمعن في فرض شروطها، سرق اشتعال الجبهة الشمالية وما حمله معه من تطورات نهاية الاسبوع، الاضواء عما عداه من ملفات، اذ جاءت تطوراته المتسارعة ليحجب كل منها الآخر على اهميته. فاذا بصاروخ مجدل شمس ينسي الجميع استهداف حقل كاريش بمسيرة، رغم ان الامرين وضعا عمليا في خانة خرق الخطوط الحمراء المرتبطة باندلاع الحرب الشاملة، وان اصبحت اقليمية.
فما حصل في مجدل شمس، ايا كانت اسبابه ومن يقف وراءه، رسم خطا فاصلا بين مرحلتين، تعمل كل الاطراف الخارجية ، للاستثمار فيها لتحقيق انجازات وتحصيل اوراق، وسط مساع جدية وارادة واضحة بعدم “فلتان الامور”، وابقاء الامور تحت السيطرة.
المهم ان الجميع بات مسلما بالرد القادم، والذي على اساسه سيبني حزب الله المقتضى، اذ ان المفاوض اللبناني ابلغ المعنيين ان حارة حريك ستعتبر الخطوة “الاسرائيلية” هجوما وسترد عليه، باعتبارها غير مسؤولة عما حصل في بلدة مجدل- شمس في الجولان المحتل، من هنا اعتبار البعض ان الانتظار الثقيل مرده الى اتمام رسم سيناريو المسرحية، التي لم تكتمل فصولها.
غير ان هذا الانتظار شهد اكثر من تطور – رسالة بقيت خارج التداول، فحزب الله استهدف فجر امس الجدار الفاصل بين لبنان و”اسرائيل” بسلسلة من الصواريخ المضادة للدروع، ما ادى الى احداث ثغرات فيه، في اجراء يشير الى استعداد قواته من رضوان وغيرها لعبور الحدود. في المقابل، نفذ “الاسرائيليون” تزامنا، موجة غارات استمرت لحوالي اكثر من نصف ساعة، استهدفت منطقة جرد نحلة لناحية البزالية ومقراق في جرود عرسال، وبالتحديد مجمعا صناعيا-زراعيا قيد الانشاء تابع لحزب الله، حيث وجهت الطائرات بالمضادات الارضية والصواريخ.
في غضون ذلك، تستمر الاتصالات السياسية على ارفع المستويات، في محاولة للفصل بين الدولة اللبنانية وحزب الله وتحييد منشآت والبنى التحتية للاولى عن اي انتقام “اسرائيلي”، منجزة جزءا من هذه المهمة، رغم “هفوة” وزير الخارجية التي كادت تعيد الامور الى الصفر، والتي اثارت حفيظة المفاوضين الدوليين، حيث علم في هذا الصدد ان نائب رئيس مجلس النواب يخوض مفاوضات مباشرة بين واشنطن وعين التينة عبر “صديقه” اموس هوكشتاين.
وتشير مصادر ديبلوماسية الى ان موفدا بريطانيا سيزور لبنان يوم الاربعاء، مع انتهاء الجولة الاولى من الرد، والمتوقع ان تستمر لايام، طارحا على الحكومة اللبنانية ورقة تتضمن ضرورة عمل الحكومة على التطبيق الجدي للقرار 1701 وفقا لروحيته ونصه، دون اي تلاعب واستثناءات، مشيرة الى ان الاتصالات مع “تل ابيب” نجحت في التخفيف الى حد كبير من التشنجات، على ان يكون الحل الجذري عبر مجلس الامن من خلال قرار التمديد للقوات الدولية، حيث ثمة اجماع دولي على ضرورة لعب مجلس الامن دوره لتلافي الحرب الاقليمية، والضغط باتجاه تمرير التسوية الدببلوماسية، كاشفة ان روسيا والصين غير بعيدتين عن الاتصالات الدائرة في الكواليس.
وختمت المصادر بان المرجح بان تطال العملية “مكانا رمزيا وجديرا”، قد يكون مخازن اسلحة استراتيجية بعضها موجود في بيروت، رغم ان الفترة الماضية استهدفت مخازن اسلحة وذخيرة كما حصل في عدلون، معتبرة بان حرب الايام السبعة القادمة، ستحمل في نهايتها حلا للجبهة اللبنانية قد يحيدها لفترة طويلة، وان كان ذلك سيؤدي في مكان آخر الى تحرك الجبهة السورية، التي يجب ان تكون العين مفتوحة عليها هذه الفترة.