كتب كمال ذبيان في “الديار”:
مر التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بسلاسة في مجلس الامن الدولي، الذي صوت باجماع اعضائه على القرار الذي حمل الرقم 2749، وحدد فترة التجديد بعام واحد (12 شهرا) كما في كل سنة يجري البحث في القرار 1701 ، الذي صدر في 14 اب 2006 واوقف الاعمال القتالية في لبنان، وليس الحرب التي كان العدو الاسرائيلي شنها على لبنان والمقاومة فيه ليل 12 تموز من ذلك العام، اثر عملية خطف لجنود “اسرائيليين” قام بها حزب الله في عيتا الشعب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
فقرار التجديد عمل لبنان ان يبقى كما صدر قبل 18 عاما، ورفض ادخال تعديلات عليه، كما سعى العدو الاسرائيلي وحاولت اميركا معه باتجاه تطبيق القرار من جانب لبنان فقط، وكما نص القرار بانتشار 15 الف ضابط وجندي من القوات الدولية التابعة للامم المتحدة ويواكبها الجيش اللبناني، على ان يسحب حزب الله عناصره الى شمال نهر الليطاني وتنسحب قوات الاحتلال الى الخط الازرق، الذي تم تحديده وترسيمه بعد الانسحاب “الاسرائيلي” من الجنوب بقوة المقاومة وعملياتها، التي دحرت الاحتلال الاسرائيلي دون قيد او شرط عام 2000.
فالقرار بالتجديد للقوات الدولية جاء لصالح لبنان، الذي سجل اتنصارا ديبلوماسيا على العدو الاسرائيلي، وترك جميع اعضاء مجلس الامن يستجيبون لمطلبه، كما يقول مصدر في الخارجية اللبنانية، الذي يكشف انه ومنذ ان قدّم لبنان طلب التجديد في 25 تموز الماضي كما في كل عام، لم يخض معركة كما كان متوقعا في التجديد الذي بات روتينيا، خصوصا مع المواجهة العسكرية في الجنوب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، اذ سعت اميركا وبالتنسيق مع “اسرائيل” الى ان يقوم لبنان بتطبيق القرار 1701 ، والضغط على حزب الله للانسحاب الى شمال الليطاني فتهدأ جبهة الجنوب، وهذا ما كان يحمله الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان اثناء زيارته له، وبعد فتح حزب الله جبهة المساندة لغزة عند الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، وقام بقصف موقع للاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا للتذكير بانها محتلة، ولم يلتزم العدو الاسرائيلي بالانسحاب منها وفقا للقرار 1701 كما من تلال كفرشوبا والجزء الشمالي لمدينة الغجر.
وحاول العدو الاسرائيلي استغلال جلسة مجلس الامن الدولي للتجديد للقوات الدولية بناء لطلب لبنان، للضغط باتجاه صدور قرار يلزم لبنان تطبيق القرار 1701 فورا بسحب قوات حزب الله، فلم ينجح العدو الاسرائيلي بمحاولته ولم تتجاوب معه الدول الاعضاء، حتى اميركا التزمت بما طلبه لبنان، لان الوضع في الجنوب مرتبط بغزة وعندما تقف الحرب “الاسرائيلية” عليها، تتوقف الاعمال العسكرية فورا في الجنوب، وهذا ما شكل قناعة لدى جميع الدول وحتى عند بعض قادة العدو الاسرائيلي.
من هنا، فان اي تعديل لم يطرأ على نص القرار 1701 ، وهذا ما يؤكده رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب الدكتور فادي علامة لـ “الديار” ، ويكشف بان التجديد حصل كما طلب لبنان دون ادخال اي تعديلات على القرار، الذي حاول العدو الاسرائيلي تعديله لصالحه وهذا ما لم يتمكن منه، لان اعضاء مجلس الامن بغاليبتهم وقفوا الى جانب لبنان بطلب التجديد، الذي قدمت مسودته فرنسا، وهي لها قوات مشاركة في الجنوب، فسهلت الموافقة بالاجماع على طلب لبنان، الذي شغل ديبلوماسيته وقامت الحكومة عبر رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب بجهود مع السفراء الاعضاء في مجلس الامن وتحديدا مع سفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا، لتبني طلب لبنان الذي هو من يطاب بتطبيق القرار 1701 ، كما يقول علامة ، الذي يشير الى ان القوات الدولية عبر قيادتها ساهمت ايضا في نقل صورة ايجابية عن دور لبنان المساند لها.
فالتجديد للقوات الدولية يجب ان تتبعه حركة ديبلوماسية لبنانية لمطالبة العدو الاسرائيلي بتنفيذ القرار، والذي يمتنع عن ذلك منذ صدوره يقول علامه، فهو لم يلتزم الانسحاب الى الخط الازرق بالكامل، وما زال موجودا على 13 نقطة تحفظ عليها لبنان، والذي لا يمكنه ان يقبل باستمرار شبر من ارضه محتلا وخرق سيادته، وهو الذي ما زال يحتل مساحة من الاراضي اللبنانية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي لمدينة الغجر.
ولبنان لا يريد اكثر من حقوقه وعدم خرق سيادته وهو كان يدعو دائما الى تطبيق القرارات الدولية، يؤكد علامة، في حين كان العدو الاسرائيلي يمتنع عن ذلك منذ العام 1948 وصدور قرار اتفاقية الهدنة، الذي كانت تستبيحه “اسرائيل” وتعتدي على القرى الجنوبية وتمنع لبنان من الاستثمار في مياهه، وان المقاومة قامت بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن فرض عقوبات على الكيان الصهيوني، الذي لم يطبق القرار 42 واحتل الشريط الحدودي، ولم يعد لبنان في موقع الضعيف، فجاء التجاوب مع التجديد للقوات الدوليه بسبب القوة التي يملكها.