لا يحدث الا في لبنان..!

كتب البير خوري:

كتب البير خوري:
انتهى استجواب الناشط وليم نون وخروجه بريئا، نظيف الكفين واللسان من كل الأتهامات التي نسبت اليه، ليعود ويعلي صوته السليط،”والسفيه” في احيان كثيرة، مطالبا باسم مئات العائلات المفجوعة، بالكشف عن المتهمين، اشخاصا وجماعات، تخطيطا وتنفيذا، عن جريمة تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أب ٢٠٢٠. شتم ولعن رؤساء وقادة ومسؤولين..لم يستثن احدا..لكن تهديده بحرق قصر العدل – عرين القضاة – جعل منه ارهابيا يستحق المطاردة والتوقيف.
لا يحدث الا في لبنان!..
خرج وليم نون بطلا بعد ثلاثة ايام على تةقيفه، ولم يخرج بعد الدخان الأببض من فوهة مجلس النواب ليعلن اسم سيد بعبدا الجديد بعد حوالى ثلاثة شهور من الشغور الرئاسي والشلل المؤسساتي والثرثرات السياسية المجوفة: سيادة، حرية، استقلال.
لا يحدث الا في لبنان!..
وليم نون بطل لبناني في هذا الزمن الردئ.صوت سليط يلعلع في الساحات والشوارع، وعلى الشاشات ومواقع التواصل الأجتماعي، غي حين تبقى كرسي بعبدا الأولى مخلعة الأرجل، مهترئة المق، محنية الظهر..مخنوقة ومحاصرة من كل الجهات.تكر جلسات الانتخاب، الواحدة تلو الأخرى.والرئيس العتيد لم يولد بعد..ربما على النواب التناوب على انتهاك الدستور لأستيلاد رئيس على مقاسهم وذوقهم ومصالحهم.يكبر وجع المواطنين كلما فرغت بعبدا وحلق الدولار صعودا في مواجهة ليرة وطنية تكاد ان تافظ انفاسها الأخيرة، في حين يحاول البنك المركزي احياءها بنحرها وفق هندسة مالية- مؤامرة مبطنة- لطمس حقيقة جريمة لا تقل عنفا وعهرا عن تفجير بيروت وتفريغ الرئاسة الأولى وسرقة اموال المودعين،وصولا الى تفريغ الجمهورية من واجباتها ومسؤولياتها.
لا يحدث الا في لبنان!..
دجل سياسي،طائفي ومذهبي بلا خجل. مكر مالي بلا وجل.عهر اجتماعي حدث ولا حرج..الكل شريك ومتواطئ في اغتيال وطن. شعب مغلوب على امره، محني الظهر كما كرسي بعبدا، وأن وجد ظهرا يحميه، فعليه ان يدفع اثمانا غالية من حريته وكرامته.
ثلاث جرائم موصوفة لا تحتاج الى محققين دوليين الا اذا كان المقصود اصرارا دوليا ومحليا على اخفاء معالمها وناسها وجماعاتها.
لا يحدث الا في لبنان!..
هذا ما عنونته مجلة تايم الأميركية على احد اغلفتها وقالت : ” هناك دول كثيرةتعشعش فيها مافيات الفساد،تعبث بأمنها واستقرارها.. انما هناك وطن واحد اسمه لبنان تحكمه المافيات وتتسيد كراسيه وقراره السياسي والمالي والأقتصادي والعدلي والحزبي، وفي احيان كثيرة الطائفي والمذهبي.. وطن يغرق في بحر من الأزمات والجرائم..ولا يثور شعبه!..

Exit mobile version