لا كرش بعد اليوم.. هذا ما تفعله بكتيريا صديقة بدهون البطن
مع الانتشار الواسع للأطعمة السريعة، المشروبات الغازية، والحلويات، أصبح النظام الغذائي غير الصحي مسؤولاً عن زيادة معدّلات السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل السكّري وأمراض القلب والالتهابات المزمنة.
هذا الواقع دفع العلماء إلى البحث عن حلول وقائية مبتكرة، وكان من أبرزها دراسة أجرتها جامعة كولورادو بولدر حول استخدام نوع خاص من البكتيريا يُدعى Mycobacterium vaccae.
أجريت الدراسة على فئران قُسِّمت إلى مجموعتَين: إحداهما تلقّت حقنات منتظمة من البكتيريا، والأخرى لم تحصل على أي علاج. وخلال التجربة، أخضِعت الفئران إلى نظام غذائي عالي الدهون والسكر يماثل النظام الغذائي “الغربي”.
أظهرت النتائج فرقاً واضحاً بين المجموعتَين؛ إذ لم تكتسب الفئران التي تلقّت البكتيريا وزناً مفرطاً كما حدث في المجموعة الأخرى.
كما كان تراكم الدهون في منطقة البطن أقل، وانخفضت مستويات الالتهابات المرتبطة بالسمنة لديها بشكل ملحوظ.
أهمية النتائج
تمثل هذه الدراسة بارقة أمل جديدة في الوقاية من السمنة. وتُعدّ الالتهابات المزمنة الناتجة من تراكم الدهون من أخطر العوامل المسببة لأمراض القلب وضعف المناعة، فضلاً عن تأثيرها السلبي على الصحة العامة.
إذا أثبتت هذه البكتيريا فعاليتها لدى البشر، فقد تُشكّل جزءاً من الحل لمواجهة السمنة ومضاعفاتها الصحية.
دور التغذية في الوقاية
على رغم من تركيز الدراسة على تأثير البكتيريا، يبقى اتباع نظام غذائي متوازن السبيل الأمثل للحفاظ على الصحة.
الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والبقوليات تعزّز نمو البكتيريا المفيدة التي تحسن الهضم وتقوي المناعة.
في المقابل، التغذية المعتمدة على الأطعمة المصنعة والمشبعة بالدهون والسكّريات تدعم نمو البكتيريا الضارة وتزيد الالتهابات.
مستقبل العلاج بالبكتيريا
حتى الآن، اقتصر اختبار هذه البكتيريا على الفئران، ممّا يتطلّب دراسات سريرية مكثفة على البشر قبل اعتمادها كعلاج.
في حال نجاح التجارب المستقبلية، قد يصبح بالإمكان إدراج Mycobacterium vaccae في مكمّلات غذائية كجزء من استراتيجيات الوقاية من السمنة.
على رغم من التقدّم العلمي، يبقى التغيير في نمط الحياة والغذاء الركيزة الأساسية لصحة أفضل. تقليل السكريات وتناول الأطعمة الطازجة والمتنوعة هو المفتاح لتجنّب السمنة وحماية الصحة العامة.