الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

لا حرب شاملة في لبنان رغم التهويل الخارجي والداخلي

ماذا عن المرحلة المقبلة... وكيف سيُدير الحزب المعركة؟

لا حرب شاملة في لبنان رغم التهويل الخارجي والداخلي

كتبت فاطمة شكر في “الديار”:

منذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، واتخاذ المقاومة في لبنان قرارها بأن تكون جبهة مساندة لغزة ، خرجت الكثير من الأبواق في الداخل اللبناني التي تتحدث عن مدى وجدوى تدخل حزب الله لمساندة غزة ، وخرجت أصوات مدعومة من جهات باتت معروفة، من أجل إشعال الفتنة داخل لبنان ، وتحريض بيئة المقاومة عليها.

خلال اليومين الماضيين كثر الحديث في الخارج والداخل عن حرب “اسرائيلية” ستشن على لبنان ، فما هي مؤشرات الحرب الشاملة ومتى ستقع؟

يؤكد خبير عسكري أن إشاعة هذه الأخبار بين الناس لها أبعاد كثيرة، وأحد هذه الأبعاد هي الضغوط النفسية التي ستسيطر على المواطنين، ناهيك بالارباك وغيرها من الأمور التي تؤثر حتماً في المعنويات والصمود.

ويتابع الخبير العسكري أن هناك نقاطا ست يجب الإشارة إليها:

1- يعيش لبنان حالة الحرب المستمرة منذ الثامن من اكتوبر من العام الماضي، اي في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، بغض النظر عن قواعد الاشتباك الثابتة أو المتغيرة في مستواها ومعادلاتها.

2-  يعتبر اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية أحد أهم التطورات في هذه الحرب، وبعد هذا الاغتيال دخلت الحرب مرحلة مختلفة، لا بل يمكن القول انها باتت “مفتوحة”، وهنا لا بد من التأكيد أن كلمة “حرب مفتوحة” لا تعني حرباً شاملة كبرى ، لكن هذه المرحلة تتصف بالاتساع . علماً بأن لا مؤشرات تقول ان المرحلة ذاهبة إلى معركة دراماتيكية وبشكل فجائي إلى مستوى الحرب الشاملة.

3- ان كل ما تصرح عنه بعض القنوات “الإسرائيلية” واللبنانية ما هو إلا تهويل من أجل نشر الرعب والخوف بين الناس، وهي جزء من الحرب النفسية خاصة التي تأتي على لسان البعض من اللبنانيين الذين يعادون المقاومة ولا يزالون، ولا يشيعون إلا ما يطلبه منهم مشغليهم ، علما بأن الحزب تجاهل هذه الحملات، ولا يزال على موقفه الرافض للاستماع إلى أي رسائل تهديد تولّى ديبلوماسيون وسياسيون نقلها في الفترة الأخيرة.

4- ان الانتقال للحرب الشاملة له حساباته المختلفة، التي لا تتطابق مع المرحلة الحالية والتطورات العسكرية ، رغم توسع دائرة الاشتباك.

5-  المتغير البارز الذي حصل في معادلات المعركة، هو قصف المقاومة مستوطنة “كتسرين” كهدف مدني للمرة الاولى ، وعجز الدفاع الجوي “الإسرائيلي” ومنصات القبب الحديدية عن التصدّي لـسلاح حزب الله الفتّاك، لكن هذا القصف لمستوطنة “كتسرين” لا نستطيع البناء عليه بالمطلق، الا بعد رؤية سلوك العدو خلال ال ٤٨ ساعة المقبلة.

6-  لا يختلف اثنان أن المعركة الشاملة واقعة لا محالة، لكن توقيتها هو الأمر الذي يرتبط بمسارات مختلفة عن مسارات المرحلة الحالية، اقله في المنظور القريب الذي يجب علينا متابعة تطوراته لنبني على الشيء مقتضاه.

7- ويختم الخبير العسكري قوله بأن شن العدو للغارات الليلية على البقاع في اليومين الماضيين، ما هو إلا ردة فعل على استهداف المقاومة لمجموعة من مواقع القيادة والسيطرة والتجمعات للعدو في الجولان السوري المحتل والجليل الغربي والاعلى.

8- في المحصلة ، تبقى الكلمة للميدان في ظل حرص المقاومة على عدم السماح للعدو بتثبيت معادلة اعلى سقفا من معادلة المقاومة ، ناهيك عن فشل المفاوضات في قطر بسبب نتنياهو الذي يصر على عدم انسحابه من محوري “نتساريم” و”فيلاديلفيا”، كونهما يشكلان أهمية إستراتيجية عسكرياً وسياسياً بالنسبة له.

 

 

-ad-space
زر الذهاب إلى الأعلى