توصلت دراسة إلى وجود مسار جديد في الدماغ، يلعب دورا في إثارة الصداع، وهو تقدم طبي قد يؤدي إلى إنتاج أدوية جديدة لعلاج الصداع النصفي.
واكتشف فريق من العلماء الدنماركيين والأمريكيين مسارا جديدا للإشارات في الدماغ، يرتبط بنوبات الصداع النصفي المصحوبة بالهالة، وهي الاضطرابات الحسية، مثل الأضواء الساطعة في الرؤية أو الوخز في الأطراف.
وتساعد الدراسة المنشورة في مجلة “Science”، والتي أجريت في الغالب على الفئران، في تفسير العمليات التي لا تزال غير مفهومة بشكل جيد، والتي تسبب الصداع النصفي.
ووجد الباحثون أن السائل النخاعي يحرك البروتينات المسببة للهالة في جزء واحد من الدماغ إلى مستقبلات الألم في الجهاز العصبي، ليصبح مصدر الصداع النصفي الحاد.
وفي الدراسة، استخدم الباحثون مجموعة متنوعة من التجارب على الفئران وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على البشر، لإثبات أن السائل النخاعي يتدفق إلى العقدة الثلاثية التوائم أثناء الصداع النصفي، حيث يمكن أن يتفاعل بعد ذلك مع الجهاز العصبي.
وكان العلماء عرفوا بالفعل أن هالات الصداع النصفي مرتبطة بظاهرة تسمى “الاكتئاب المنتشر القشري”، والتي تبدأ عادة في مركز المعالجة البصرية في القشرة المخية، وتنتشر على شكل موجات عبر الدم، ولهذا السبب فإن الاضطرابات البصرية هي أكثر أعراض الهالة شيوعا.
ثم قام العلماء في دراستهم بفحص 1425 بروتينا في السائل النخاعي، بحثًا عن تلك التي يتغير تركيزها أثناء “الاكتئاب المنتشر القشري”.
وأشاروا إلى “من بين هذه البروتينات، كان هناك 12 بروتينا زاد تركيزها، وكانت بمثابة مواد ناقلة قادرة على تنشيط الأعصاب الحسية”، وفق تقديراتهم.
ولفتوا إلى أن أحد هذه البروتينات يسمى “CGRP”، ويستخدم بالفعل في علاجات الصداع النصفي، لكن العديد من البروتينات الأخرى توفر فرصا جديدة للعلاج.
وأعرب العلماء عن أملهم أن يتم استخدام البروتينات التي حددوها – إلى جانب “CGRP” – في تصميم علاجات وقائية جديدة للمرضى الذين لا يستجيبون لمضادات “CGRP” المتاحة.