كيف نتخلص من آلام الظهر؟
آلام الظهر من المشكلات الصحية الأكثر شيوعاً عالمياً، إذ تؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والمهن، ممّا يَزيد من أعبائهم الجسدية والنفسية.
يعتمد العلاج التقليدي لهذه الآلام بشكل رئيسي على الإرشادات الطبية، التي تشمل الأدوية والعلاج الطبيعي. ومع تزايد الاهتمام بتحسين نمط الحياة كوسيلة للوقاية والعلاج، بدأت الأبحاث تُركّز على مقارنة العلاجات التقليدية بتلك التي تستهدف تعديل نمط الحياة.
دراسة جديدة حول آلام الظهر
في دراسة حديثة شملت 346 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاماً، قُيِّمت فعالية برنامج يعتمد على تحسين نمط الحياة الصحي (HeLP) مقارنة بالعلاج التقليدي القائم على الإرشادات الطبية (Guideline-Based Care).
قُسِّم المشاركون إلى مجموعتَين: الأولى تلقّت علاجاً يعتمد على النشاط البدني، التغذية المتوازنة، وتقنيات تقليل التوتر، بينما الثانية اعتمدت العلاج الطبي التقليدي.
بعد متابعة استمرّت 26 أسبوعاً، أظهرت النتائج أنّ المجموعة الأولى شهدت تحسناً كبيراً في مستوى الإعاقة مقارنةً بالمجموعة الثانية.
التغذية ودورها في تخفيف الآلام
تلعب التغذية دوراً أساسياً في تخفيف آلام الظهر المزمنة. وتساعد الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، مثل الأسماك والمكسرات، في تقليل الالتهاب، بينما يعزّز الكالسيوم وفيتامين D صحة العظام.
في المقابل، يؤدّي الإفراط في تناول السكريات والدهون المشبّعة إلى زيادة الالتهاب وزيادة الوزن، ممّا يفاقم الضغط على العمود الفقري.
لذا، يُنصح المصابون باتباع نظام غذائي متوازن يُركّز على الخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
أهمية نمط الحياة الصحي
تشير الدراسة إلى أنّ الحلول التقليدية وحدها قد لا تكون كافية، بل إنّ تغيير نمط الحياة ليصبح أكثر صحة ونشاطاً يلعب دوراً كبيراً في تقليل الألم وتحسين جودة الحياة.
فالسمنة والضغط النفسي، المرتبطان بآلام الظهر، يمكن تخفيفهما من خلال ممارسة الرياضة المنتظمة وتبنّي نظام غذائي متوازن.
كذلك، تُعدّ تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفّس أدوات فعّالة في تقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية.
يبدو أنّ مفتاح التغلّب على آلام الظهر المزمنة يكمن في تبنّي نمط حياة صحي ومستدام يجمع بين التغذية السليمة، النشاط البدني، والعناية بالصحة النفسية، ما يعزّز النتائج العلاجية ويُحسّن حياة المرضى بشكل ملحوظ.
الجمهورية