كيف سيتكيّف الحراس مع تعديل القانون؟
مشهد حارس المرمى يلتقط تسديدة بسيطة، ثم يسقط على الأرض ويأخذ وقتاً طويلاً قبل التخلص من الكرة، قد يكون مزعجاً للغاية إذا كان فريقك متأخّراً في النتيجة. أمّا إذا كان فريقك متقدّماً، فهو شكل رائع من أشكال الفن التعبيري. لكن يبدو أنّ مساحة هذه الحِيَل ستُصبح أضيَق، إذ قرّر مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) التدخّل لمواجهة ما يراه اتجاهاً متزايداً للحراس الذين يُفلِتون من العقوبة على رغم من إضاعة الوقت.
ليس من غير المألوف أن يُنذَر الحارس لتأخّره في تنفيذ ركلة المرمى، لكن كَم مرّة رأيت ركلة حرّة غير مباشرة تُحتسب ضدّ حارس بسبب إمساكه بالكرة في يديه لأكثر من 6 ثوانٍ؟ قد تكون هذه القاعدة جديدة على مسامعك نظراً لندرة تطبيقها.
قرّر مجلس IFAB، الذي يتألف من اتحادات إنكلترا، اسكتلندا، ويلز وأيرلندا الشمالية بالإضافة إلى «فيفا»، إجراء تعديل قانوني ليُمنح الفريق المنافس ركلة ركنية بدلاً من ركلة حرّة غير مباشرة إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة لأكثر من 8 ثوانٍ. ومن المقرّر أن يبدأ تطبيق هذا القانون في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة في حزيران.
الفكرة وراء التعديل هي أنّ العقوبة الأقل حدّة ستجعل من السهل على الحُكّام تنفيذ القاعدة. كما أنّ الحراس لن يتمكنوا بعد الآن من التظاهر بالمفاجأة عند احتجازهم للكرة لفترة طويلة. في التجارب التي أجراها IFAB هذا الموسم في دوريات الشباب في إنكلترا وإيطاليا، بالإضافة إلى دوري الدرجة الأولى في مالطا، أعطى الحُكّام حراس المرمى عداً تنازلياً مرئياً مدّته 5 ثوانٍ، عن طريق رفع الذراع ثم خفضها إلى الجانب مثل عقرب الثواني في الساعة.
في أكثر من 400 مباراة تجريبية في دوري بريمفيرا 1 الإيطالي تحت 20 عاماً، لم تُمنَح سوى 4 ركلات ركنية فقط بسبب هذه القاعدة، كما أنّ الحراس أطلقوا الكرة في غضون 5 ثوانٍ في أكثر من 75% من الحالات، وفقاً لـIFAB. وبالنظر إلى مدى تطوّر تكتيكات الكرات الثابتة بفضل المدربين المتخصِّصين، فإنّ هذا التغيير قد يكون رادعاً فعّالاً.
والحقيقة أنّ بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة حُكام «فيفا» وأحد أكثر الحُكام صرامةً في جيله، لم يمنح أبداً ركلة حرّة غير مباشرة بسبب إضاعة الوقت خلال مسيرته التي امتدّت 18 عاماً، ممّا يُبرز مدى عدم تطبيق هذه القاعدة لسنوات طويلة.
يوضح كولينا: «هذا أفضل بكثير ممّا نشهده في الدوري الإيطالي والدوريات الكبرى الأخرى، إذ يمكن للحراس الاحتفاظ بالكرة لمدة 20 ثانية أو أكثر»، وذلك خلال الاجتماع السنوي لمجلس IFAB في بلفاست.
كيف سيؤثر القانون الجديد على كرة القدم؟
على المستوى الأساسي، فإنّ هذا التغيير قد يدفع الحرّاس إلى اتخاذ قرارات أكثر جرأة، إذ سيشعرون بضغط التخلّص من الكرة بسرعة. في المقابل، قد يدفع الفرق المنافسة للضغط بقوة ومنع التمريرات القصيرة، ممّا قد يجعل الحرّاس يعتمدون أكثر على الكرات الطويلة مع وقت أقل لاختيار التمريرة المثالية.
من الممكن أن يلجأ بعض الحرّاس إلى التحرّك داخل منطقتهم للحصول على زاوية تمرير مناسبة. كما قد يؤخّرون تمرير الكرة حتى اللحظة الأخيرة ثم يسقطونها أرضاً ويتحرّكون نحوها، ممّا قد يُجبر المهاجمين على الاقتراب أكثر لمحاصرتهم.
أمّا في ما يتعلق بإضاعة الوقت، فسيبدأ العدّ التنازلي بمجرّد أن يكون الحارس مسيطراً على الكرة، ما يعني أنّ العادة الشائعة للحرّاس بالبقاء ممدّدين على الأرض بعد الإمساك بالكرة بينما يُربِّت زملاؤهم على رؤوسهم قد تختفي تماماً.
لكن مثل أي قاعدة جديدة، فإنّ التنفيذ سيكون محل جدل. فالحكام معروفون بأنّهم يُنبِّهون الحرّاس مراراً على سرعة تنفيذ ركلات المرمى، لكن لا يُمنحون إنذاراً إلّا بعد تأخير مفرط. كما أنّ هناك مخاوف من أن يتسبّب هذا القانون في تفاوت تطبيق العقوبات بين المباريات، ممّا قد يُثير استياء الجماهير.
جوردان كامبل- نيويورك تايمز
