كيف ثأر ليفربول من ريال مدريد؟
جحيم ملعب «أنفليد» لحق بريال مدريد الإسباني، حامل اللقب والرقم القياسي (15 تتويجاً) بسقوطه بهدفَين من دون ردّ أمام مضيفه لفيربول الإنكليزي الذي ثأر أخيراً لسلسلته السلبية أمام النادي الملكي، في ختام الجولة الخامسة من دور المجموعة الموحّدة في النسخة الجديدة من دوري أبطال أوروبا.
بهذه الهزيمة، بات ريال مدريد في وضع مأزوم في المسابقة الأحبّ عليه، إذ تقهقر إلى المركز الـ24 الأخير المؤهل إلى ملحق ثمن النهائي، برصيد 6 نقاط من فوزَين و3 هزائم.
في المقابل، عزّز ليفربول توهّجه هذا الموسم، بابتعاده في صدارة دوري أبطال أوروبا برصيد 15 نقطة (العلامة الكاملة)، بعدما وسّع صدارته للدوري الإنكليزي الممتاز بفارق 8 نقاط عن ملاحقه مانشستر سيتي (حامل اللقب) قبل لقائهما في عطلة نهاية الأسبوع.
دخل ليفربول بمعنويات عالية تفوّق من خلالها على المدريديّين، فظهر لاعبو المدرب الهولندي آرني سلوت بقوة بدنية مع تركيز عالٍ حسما لهم الأفضلية في مباراة القمة.
دخل الهولندي بتشكيلة 4-3-3 الكلاسيكي، علماً أنّه الرسم التكتيكي المعتاد لـ»الحُمر» نسبةً للاسماء المتاحة له. فجاورَ المصري محمد صلاح، الأوروغوياني داروين نونييز والكولومبي لويس دياز في خطّ الهجوم. كما أبقى سلوت اعتماده على الأرجنتيني أليكسيس ماك اليستر.
في المقابل، دخل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بتشكيل 4-2-2-2 في محاولة منه لإيجاد توازن بين خطوطه الثلاثة، وتسهيل عملية التدرّج بالكرة.
ففي حالة الدفاع، أي عند فقدان الكرة، يتحوّل رسم أنشيلوتي إلى 4-4-2 مع تراجع الإنكليزي جود بيلينغهام والتركي أردا غولر للقيام بأدوار دفاعية في وسط الملعب رفقةً بالكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي إدواردو كامافينغا.
أمّا في حالة الهجوم فتتحوّل التشكيلة إلى 4-3-3 مع تقدّم بيلينغهام إلى الأمام ليتوسّط الفرنسي كيليان مبابي والمغربي ابراهيم دياز. في ظل غياب الجناحَين البرازيليَّين رودريغو وفينيسيوس جونيور بداعي الإصابة.
كما شهدت تشكيلة أنشيلوتي مشاركة الأوروغوياني فريديريكو فالفردي كظهير أيمن للمرّة الأولى هذا الموسم، وعودة الحارس الكرواتي تيبو كورتوا من الإصابة.
بدأ الشوط الأول بتكافؤ في الفرص بين الفريقَين، لكنّ «الحُمر» كانوا أخطر على المرمى، وأهدر نونييز هدفَين محققَين مع تألق كورتوا.
في الشوط الثاني، لم تتغيّر التشكيلة، لكنّ ماك أليستر ترجم خطورة فريقه وتفوّقه في المعارك البدنية في وسط الملعب عبر الضغط العالي الذي يعتمده كلوب، إلى هدف أول من هجمة منسقة (د52).
أتى التبديل المفاجئ لأنشيلوتي بإخراج غولر وإدخال لوكاس فاسكيز الذي تحوّل إلى الظهير الأيمن وانتقل فالفيردي إلى وسط الملعب، وأيضاً بإخراج كامافينغا وإدخال داني سيبايوس في الوسط.
سرعان ما حصل النادي الملكي على ركلة جزاء عبر مبابي فسدّدها إلى الزاوية اليسرى، حيث تصدّى لها الحارس الإيرلندي كوامين كيلليهر.
وشكّلت الركلة المهدرة نقطة تحوّل في المباراة، إذ أخرجت الضيوف ذهنياً من اللقاء، وسادَ سوء التمريرات في أدائهم والتمركز والتسديد، مع محدودية الخيارات البديلة المتبقية لأنشيلوتي.
في المقابل، أخرج سلوت نونيز وأدخل المهاجم الهولندي كودي خاكبو، فحصل الـ»ريدز» على ركلة جزاء عبر صلاح الذي أصاب القائم الأيمن. إلّا أنّ ليفربول لم ينكفئ إلى الخلف، بل استمرّ بشنّ الهجوم تلو الآخر وإحكام سيطرته على وسط الملعب بفضل التمريرات البينية على رغم من دون البرازيلي إندريك مكان مودريتش لتصبح التشكيلة 4-3-3 وانتقال فالفردي إلى الهجوم.
لكنّ رأسية خاكبو قضت على أحلام مدريد (د76) وأمّنت ثأراً إنكليزياً من الفريق الملكي الذي توّج بلقبَين على حساب «الحُمر» بالإضافة إلى فوزَين دور المجموعات عليه خلال العقد الأخير من الألفية الثانية. لكنّ أنشيلوتي شدّد، بعد اللقاء، على أنّ ريال سينافس على البطولة وسيتأهل إلى الأدوار الإقصائية.
دينا فرنسيس- الجمهورية