قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، إن جيش الاحتلال تبنى طريقة، في العام 2001 وقبل سنة من اجتياح الضفة الغربية، تتمثل باقتحام البيوت “عن طريق الحائط”، من خلال هدمه، وأن ذلك حدث لدى اعتقال ناشط في مخيم بلاطة في نابلس.
وأضاف كوخافي، في مقابلة ستنشرها صحيفة “يديعوت أحرونوت” غدا، ونشرت مقاطع منها اليوم، الخميس، أنه “بالإمكان القول الآن إن كان الأصح اتخاذ القرار بشن عملية السور الواقي العسكرية (اجتياح الضفة في نيسان/أبريل 2002) قبل شنها بأشهر كثيرة، لكن كانت هناك محاولة حقيقية، وشرعية، لاستنفاد الحل ليس عن طريق القتال”. وتأتي أقوال كوخافي في وقت يطالب فيه المستوطنون ووزراء اليمين المتطرف العنصري الآن بشن اجتياح في شمال الضفة.
وتابع أن “لدولة إسرائيل اعتبارات أوسع. والولايات المتحدة دفعت بقوة كبيرة نحو عملية تسوية، وإسرائيل أيضا أرادت استنفاده وأرادت أن تبقى الولايات المتحدة إلى جانبها أيضا”.
وشدد كوخافي، في ما بدا كتلميح إلى الأزمة في العلاقة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، أن “الولايات المتحدة هي أساس في اعتبارات أمننا القومي، وأي أحد يهمل هذا المبدأ أو أي أحد يستخف به يهدم ويصدع أساسا مركزيا في مفهوم أمننا. أمننا وليس أمن الأميركيين”.
وأشار كوخافي إلى أنه كان هناك ضلوع للمستشارين القانونيين، أثناء اجتياح الضفة في العام 2002، لوضع قيود على عمليات الجيش في “قضايا معينة بشأن أنواع الاعتقال التي بالإمكان تنفيذها، أو ممارسة نوع من الضغوط على مناطق خرجت منها عمليات إرهابية”.
إلا أنه أضاف أنه “بعد أن قررت المحكمة العليا بهيئة قضائية برئاسة (رئيس المحكمة حينها) أهارون باراك أن دولة إسرائيل تخوض نزاعا مسلحا مع الفلسطينيين وأن الحديث لا يدور عن عمليات إرهابية، كان هذا خطا فاصلا، ومنذئذ تغير كليا التعامل مع أساليب محاربة الإرهاب، وليس بالنسبة لنا وللمحكمة فقط، وإنما بالنسبة للمجتمع الدولي أيضا، وذلك بسبب الرصيد الكبير للمحكمة العليا بنظر العالم”. ويلمح كوخافي بذلك أيضا إلى خطة حكومة نتنياهو لإضعاف المحكمة العليا.
وتطرق كوخافي من منظور عسكري صارم إلى الشرخ في المجتمع الإسرائيلي على إثر خطة إضعاف جهاز القضاء. وقال إن “على أي ضابط أن يعي تأثر جنوده بما يحدث خارج الجيش، وأن لديهم آراء وقناعات خاصة بهم، وبالإمكان ويجب احترامها”.
وتابع: “لكن بكل ما يتعلق بأداء الذين يخدمون في الجيش وتنفيذ مهماتهم، فإن يحظر كليا أن تتأثر أفكار الذين يخدمون بذلك وكذلك أفعالهم بالطبع. والمبدأ هو أنه منذ أن ترتدي الزي العسكري، فإنك، وقبل أي شيء آخر، تخدم الدولة وتنفذ القرارات العسكرية وهي تتغلب على اعتبارات أخرى. وليس مهما إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح أو ليس صحيحا الدخول إلى مخيم بلاطة للاجئين وحفر ثقوب في الجدران، وما هو رأيك عندما تُرسَل بعد أسبوعين من أجل إخلاء (البؤرة الاستيطانية العشوائية) يتسهار ’ج’”، في إشارة إلى احتجاجات عناصر في قوات الاحتياط ضد الخطة القضائية.